قال ابن القيم ضمن فوائد الذكر: «إن الذِّكْر يعطي الذَّاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذِّكر ما لا يطيق فعله بدونه، وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في مشيته وكلامه وإقدامه وكتابته أمرًا عجيبًا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر، وقد شاهد العسكرُ من قوَّته في الحرب أمرًا عظيمًا» (?).
وقال: «قال يونس بن عُبيد: ليس رجلٌ يكون على دابَّة صعبة فيقول في أذنها: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ في السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 83] إلا وقفت بإذن الله تعالى.
قال شيخنا -قدس الله روحه-: وقد فعلنا ذلك فكان كذلك» (?).
وذكر ابن القيم مقابلة الإساءة بالإحسان ثم قال: «ومن أراد فهم هذه الدرجة كما ينبغي، فلينظر إلى سيرة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مع الناس يجدها هذه بعينها، ولم يكن كمال هذه الدرجة لأحدٍ سواه، ثم للورثة منها بحسب سهامهم من التَّرِكة.
وما رأيت أحدًا قطُّ أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه-، وكان بعضُ أصحابه الأكابر يقول: ودِدْتُ أني