ذلك في الإنسان والدابة. نشط نشاطا، فهو نشيط، ونشطه هو وأنشطه، الأخيرة عن يعقوب. الليث: نشط الإنسان ينشط نشاطا، فهو نشيط طيب النفس للعمل، والنعت ناشط، وتنشط لأمر كذا. وفي حديث عبادة: بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنشط والمكره. المنشط مفعل من النشاط، وهو الأمر الذي تنشط له وتخف إليه وتؤثر فعله، وهو مصدر بمعنى النشاط. اهـ
فقد رأيت أن معنى النشاط ليس هو المعنى الذي يقصدونه، والنشاط مصدر لا يجمع، إذ لا حاجة إلى جمعه، فإنه يدل على القليل والكثير، كما قال تعالى في سورة الفرقان (14): {لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} فلم يقل الله تعالى: لا تدعوا ثبورًا واحدًا وادعوا ثبورا كثيرة، لأن الثبور مصدر يدل على القليل والكثير، فإذا أردنا الكثرة وصفناه ولم نجمعه.
قال ابن منظور في اللسان: وفي حديث الدعاء: أعوذ بك من دعوة الثبور، هو الهلاك، وقد ثبر يثبر ثبورًا. وثبره الله أهلكه إهلاكا لا ينتعش. فمن ذلك يدعوا أهل النار: واثبوراه! فيقال لهم: «لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا» قال الفراء: الثبور مصدر، ولذلك قال ثبورا كثيرا، لان المصادر لا تجمع. ألا ترى أنك تقول: قعدت قعودا طويلا: وضربته ضربا كثيرا. اهـ
وكذلك يقال في النشاط مثلًا: هؤلاء العملة يعملون بنشاط كثير. فلا حاجة إلى جمع النشاط، ولو جمع لم يجمع على نشاطات، بل على نشط (بضمتين) كقَذَال وقُذُل.
ومن ذلك وصفهم الجمع بالمفرد، فيقولون: رايات بيضاء،