أراد إلى شرائعها فحذف ووصل وبادره إليه كبدره وبدر في الأمر وبدر إلى عجل إلى واستبق واستبقنا البدري أي مبادرين، اهـ - نستفيد من كلام القاموس واللسان أن ذلك الاستعمال غير صحيح ونستفيد شيئا آخر وهو أن صاحب القاموس يأخذ ألفاظ اللسان بعينها وقد جربت ذلك في مواضع فكأنه يختصر لسان العرب إلا أنه يزيد في بعض المواد أشياء ليست في اللسان ومن ذلك الأعلام فإن صاحب اللسان لا يعتني بها كما يفعل صاحب القاموس.
7 - ومن ذلك فتحهم خاء الخِدمات جمع خدمة، بكسر الخاء، ومما يؤسف له أن أكثر المتكلمين بالعربية لا في الإذاعة وحدها بل في المدارس والجامعات أيضا يقعون في هذه الزلة التي هي من الكبائر بالمعنى اللغوي، ودونك الدليل على أن الفِعلة بالكسر إنما تجمع على فِعلات بكسر ففتح، لا على فَعَلات، بفتحتين. هذا إذا لم تجمعها جمع تكسير، فإن جمعتها جمع تكسير قلت خدم بكسر الخاء وفتح الدال فالخاء مكسورة في المفرد والجمعين، قال ابن عقيل في شرح الألفية:
ونحو كبرى ولفعلة فعل ... وقد يجيء جمعه على فعل
ومن أمثلة جمع الكثرة فعل وهو جمع لاسم على فعلة نحو كسرة وكسر، وحجة وحجج، ومِرية ومِرَى، وقد يجيء جمع فِعلة على فِعل نحو لحية ولِحى وحلية وحِلى، اهـ.
قال محمد تقي الدين: استفدنا من هذا النقل أن فِعْلة، بكسر الفاء وسكون العين، تجمع على فِعل (بكسر الفاء وفتح العين) وجاء جمعها قليلا على فعل، بضم الفاء وفتح العين، كحلية وحُلى ولحية ولحى، وأما جمع خدمة جمع تصحيح أي جمع مؤنث سالم ففيه ثلاثة أوجه.