بالنبضان بلا توقف، ولهذا أشار القرآن بعد عرضه لسلسلة أطوار تخلق الجنين، حيث قال: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ} . ولعل أكثر الناس شعوراً بهذا البعد ليس الطبيب وإنما الأم الحامل التي ما إن تشعر بحركات جنينها حتى تحس بشيء لم تعهده من قبل،إنها تحس أن روحاً أخرى تدب في أعماقها، فتظهر علامات الارتياح على ملامحها، وتعلو البسمة محياها،وإذا ما غابت عنها تلك الحركات مدة بسيطة، قلقت وتأرقت.

وأبعد من هذا فقد وجد العلماء أن الجنين يبدأ في آخر الحمل بالسماع، ومما يسترعي سمعه وهو في بطن أمه،ذلك الصوت الحنون الخالد الذي لا يعرف إلا الحب والحنان والعطاء إنه صوت خفقان القلب الكبير قلب أمه،وهكذا تنشأ صلات الحب والمسؤلية بين الأم ووليدها، في الوقت الذي تعاني فيه الأم من الوهن والعذاب ما لا يحتمله غيرها، ولذلك قال تعالى في سورة لقمان: {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (لقمان:14)

وبعد أن وقفنا على أطوار خلقنا البديعة المدهشة، هل لنا أن نقدر الله حق قدره؟، هل لنا أن نرجو لله وقاراً؟ …. {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} (نوح:13-14)

ـ تشخيص الحمل اليقيني والعدة:

إن الشعور بحركة الجنين، وسماع نبضات القلب،هما العلامتان اليقينيتان لتشخيص الحمل، وكل العلامات التي تسبقها كانقطاع الطمث، وأعراض الوحام، وحتى إيجابية تفاعل الحمل الحيوي، لا تعد علامات يقينية نستطيع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015