كما نقله لنا الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم من بعدهم إلى يومنا هذا.
وعلى المعلم توجيه الآباء وحثهم أبناءهم على الاهتمام بذلك عن طريق التشجيع وضرب الجوائز وغير ذلك. ومتابعة ما حفظوه وما كتبوه من خلال حلقات القرآن في وسائل الإعلام. وهذا هو الرباط على المتابعة وجني الثمرة.
ولقد اهتم المسلمون الأول بتعليم أولادهم القرآن:_
يقول عبد الملك بن مروان لمؤدب ولده "علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن" (?) . وكذلك هشام بن عبد الملك يقول لسليمان الكلبي لما اتخذه مؤدباً لابنه: "وأول ما أوصيك به أن تأخذه بكتاب الله ثم روّه من الشعر أحسنه" (?) . وقد قال الرشيد للأحمر معلم ولده الأمين ولي عهده: "فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين: أقرئه القرآن، وعرفه الأخبار" (?)
إن تعليم القرآن من شعارات الدين، أخذ به المسلمون، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم وجعلوه أصل كل تعليم عندهم.
والقرآن مطلوب الحفظ لفظاً ومعنى بل فهم المعنى والأخذ به لا يكونان إلا عن طريق تلاوة الألفاظ أو إسماعها، ثم تدبرها وتذكرها.
وإذا كان مالك – فيما قيل – كره التعجيل بتعليم الطفل القرآن فلعله لم يكره ذلك إلا خشية أن ينطق به على خلاف ما ينبغي له من إقامة الحروف وإخراجها من مخارجها (?) على أن الأخبار التعليمية – عند المسلمين – تفيد أن