شنع مشنع على دَعْوَى الِاجْتِهَاد بِأَنِّي أُرِيد أَن أعمل مذهبا خَامِسًا وَرُبمَا زادوا أَكثر من ذَلِك
وَمثل هَذَا التشنيع إِنَّمَا يمشي على عقول الْعَوام وَمن جرى مجراهم وَنَظِير هَذَا التشنيع مَا حكى لي بعض الثِّقَات عَن القَاضِي سراج الدّين الْحِمصِي أَنه جَاءَهُ وَهُوَ بالبلاد الشامية حَنَفِيّ من فضلاء الْعَجم فَأخذ يناظره فِي مَسْأَلَة وجوب الْوتر فاستظهر العجمي بطول بَاعه وَقلة بضَاعَة الْحِمصِي فَفطن الْعَوام لاستظهاره فشق ذَلِك على الْحِمصِي فَقَالَ لَا بَأْس أَن يعلم الْجَمَاعَة بِحَقِيقَة الْحَال ثمَّ قَالَ يَا معشر الْعَامَّة هَل تعلمُونَ الْبَحْث بيني وَبَين هَذَا الرجل فبماذا فَقَالُوا لَا فَقَالَ أَنِّي أَقُول أَن الله لم يُوجب عَلَيْكُم سوى خمس صلوَات وَهَذَا يُرِيد أَن يُوجب عَلَيْكُم سِتّ صلوَات فَقَالُوا رَافِضِي وكادوا يرجمونه