حكم تلقيب الناس بما اشتهروا به

Q ذهب بعض الناس مضرباً للجبن والبخل، فهل يعد ذلك من السخرية؟

صلى الله عليه وسلم الأخ هذا يقول والعهدة عليه: ذهب بعض الأقوام إلى أنهم اشتهروا بالبخل والشح، فإذا قلنا: الجماعة الفلانية بخلاء، هل هذا داخل في السخرية؟ سيأتي ذلك عند قوله: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات:12] وأن الرسول صلى الله عليه وسلم سئل: (أرأيت يا رسول الله إن كان فيه ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته) .

وسيأتي موضوع يجب التنبيه عليه وهو: إذا كان إنسان له لقب ولم يعرف إلا به، فاللقب على قسمين: لقب مدح ولقب ذم، فمن ألقاب المدح: الصديق رضي الله تعالى عنه، الفاروق، ذو النورين، ذو السبطين، هذه ألقاب للخلفاء الراشدين جميعاً، وهي ألقاب مدح وثناء، فإذا ما ذكر بها صاحبها كان ذلك مدحاً له.

لكن هناك ألقاب أخرى ولكن لا أحفظ منها شيئاً، وهي ما يستحي منها صاحبها ويكره أن يذكر بها، فلا ينبغي أن تناديه باللقب الذي يكرهه.

والألقاب قد تلتصق بالناس دون إرادة، ربما بسبب حادث من الأحداث تلصق به صفة من الصفات، مثل: صاحب أنف الناقة.

على كل يقول علماء الحديث في المصطلح: إذا كنت في سبيل الجرح التعديل، ويوجد إنسان من الرواة اشتهر بلقبه ولو كان يكرهه فلا بأس، مثل: فلان الأعرج، الأعمى، الخرقي، الزيات، وهذه كلها مهن وصفات.

فليس ذكره بهذا اللقب الذي يعرفه الرواة من باب السخرية، ولكن من باب التعريف بما هو به مشهور، وليس ذلك من التنابز بالألقاب، وسيأتي زيادة في هذا عند الكلام عن الغيبة إن شاء الله، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

والحمد لله رب العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015