Q بعض الأطباء المتخصصين يميز جنس المولود وهو في رحم أمه، فما رأي فضيلة الشيخ في من يذهب إليه لمعرفة ذلك؟
صلى الله عليه وسلم كونهم الآن يعلمون ما في الرحم من ذكر أو أنثى، نقول: إن بعض المغرضين وأعداء الدين عارضوا ذلك بما جاء في قوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ} [لقمان:34] ، فعلم ما في الأرحام لم تعد مختصة بالمولى، وأصبح الناس يعلمونها أيضاً، وشوشوا على بعض الناس على ما سيأتي عند قوله: {ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات:15] ، فارتاب بعض الناس في مدلول الآية في علم الله بالأرحام؛ لأن البشر صاروا يعلمونها، ولكن لم يعلم البشر ما في الأرحام من حمل أو دم جامد أو هواء متكور أو ذكراً أو أنثى بطبيعة الحال، ولكنهم ما علموا ذلك إلا بأحد أمرين: إما أن يقتحموا الرحم ويدخلونه بأشعة ونحوها، وإما أن يخرجوا ما في الرحم وينظرونه بأعينهم، أما الاقتحام على الرحم فبالأشعة كأنهم سلطوا الأضواء على ما في الرحم، وأصبح منظوراً إليهم، لكن منعوا هذه الأشعة وأبعدوها وأخبرونا، ليس لهم علم.
وإذا كان شيء وراء الجدار وأنت نظرت بما يخرق الجدار، هل أصبح غيباً عليك، قبل الجهاز الذي يكشف لك ما وراء الجدار هو غيب عنك، لكن لما خرقت الجدار ونفذت ونظرت بعينك لم يعد غيباً، سواء خرقته بآلة ونظرت بعينيك، أو أرسلت من يخترق الجدار كأشعة وغيرها.
الشيء الثاني: يأخذون عينة من ماء الرحم ويحللونه على ما فيه من هرمونات الذكورة أو الأنوثة، فيكونون أخرجوا ما في الرحم إلى الخارج، ونظروا في ماهيته، أما ما عدا ذلك فلا.
وهناك وجه آخر، {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ} [الرعد:8] قالوا: يغيض البويضة حينما تلصق في جدار الرحم لا يتبين فيها ذكورة ولا أنوثة، وكذلك أيضاً الطفل قبل ستة أسابيع لا يمكن أن يوجد فيه خلقة ذكورة ولا أنوثة، وإنما يذهب هذا الجهاز فيما وراء ذلك.
والله تعالى أعلم.