الصلاة {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)} ولا عجيب من صدور مثل هذا الجواب على البديهة من علي - كرم الله وجهه - وهو مدينة العلم.
فائدة (?): واعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق الصدق، فظهر من ظله الإيمان والإخلاص، وخلق الكذب، فظهر من ظله الكفر والنفاق، فأنتج الإيمان المتولد من الصدق، أو يقول المؤمنون يوم القيامة: الحمد لله الذي صدقنا وعده، وهذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون، ونحوه، وأنتج الكفر المتولد من الكذب أن يقول الكافرون يومئذ: والله ماكنا مشركين، وما لبثوا غير ساعة، ونحوه من الأكاذيب.
الإعراب
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)}.
{وَمِنْ آيَاتِهِ}: {الواو}: استئنافية. {مِنْ آيَاتِهِ}: خبر مقدم. {أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ}: ناصب وفعل مضارع وفاعل مستتر يعود على الله ومفعول به. {مُبَشِّرَاتٍ}: حال من {الرِّيَاحَ}، والمصدر المؤول من الجملة الفعلية: في محل الرفع مبتدأ مؤخر؛ أي: وإرساله تعالى الرياح مبشرات كائن من آياته ودلائل قدرته، والجملة الاسمية: مستأنفة مسوقة لبيان الآيات. {وَلِيُذِيقَكُمْ}: {الواو}: عاطفة. {اللام}: حرف جر وتعليل. {يُذِيقَكُمْ}: فعل وفاعل مستتر ومفعول به منصوب بأن مضمرة بعد لام كي. {مِنْ رَحْمَتِهِ}: متعلق به، والجملة الفعلية مع أن المضمرة: معطوفة على جملة مأخوذة من {مُبَشِّرَاتٍ} تقديرها: ومن آياته: أن يرسل الرياح ليبشركم برحمته، وليذيقكم من رحمته، وقيل: {الواو}: زائدة، و {اللام}: متعلقة بـ {يُرْسِلَ}. وعبارة الزمخشري هنا: فإن قلت: (?) بما يتعلق {وَلِيُذِيقَكُمْ}؟