[67]

وقرأ ابن مسعود (?): {فتمتعوا فسوف تعلمون} بالتاء فيهما؛ أي: قيل لهم: {تمتعوا فسوف تعلمون}، وكذا في مصحف أبيّ، وقرأ أبو العالية {فيتمتعوا} بالياء مبنيًا للمفعول، ومن قرأ: {وليتمتعوا} بسكون اللام، وكان عنده {اللام} في {لِيَكْفُرُوا} لام كي، فـ {الواو}: عاطفة كلامًا على كلام، لا عاطفة فعل على فعلٍ، وحكى ابن عطية عن ابن مسعود: {لسوف تعلمون} باللام.

67 - ثم ذكرهم (?) الله تعالى نعمه، حيث أسكنهم بلدةً أمنوا فيها، لا يغزوهم أحد مع كونهم قليلي العدد، قارين في مكان غير ذي زرع، وهذه من أعظم النعم التي كفروا بها، وهي نعمة لا يقدر عليها إلا الله تعالى، فقال: {أَوَلَمْ يَرَوْا} و {الهمزة} فيه: للاستفهام الإنكاري التوبيخي، داخلة على محذوف، و {الواو}: عاطفة على ذلك المحذوف، والتقدير: ألم يشاهد هؤلاء المشركون من قريش، ولم يروا {أَنَّا جَعَلْنَا} بلدهم {حَرَمًا}؛ أي: محترمًا {آمِنًا}؛ أي: مصونًا من النهب والتعدي، سالمًا أهله، آمنًا من كل سوء {وَ} الحال أنه {يُتَخَطَّفُ النَّاسُ} والعرب؛ أي (?): يختلسون ويؤخذون {مِنْ حَوْلِهِمْ} وجوانبهم، قتلًا وسبيًا، إذ كانت العرب حوله في تغاورٍ وتناهبٍ.

والمعنى (?): أي أولم ير هؤلاء المشركون من قريش ما خصصناهم به من النعمة، دون سائر عبادنا، فأسكناهم بلدًا حرمنا على الناس أن يدخلوه لغارة، أو حرب، وآمنًا من سكنه من القتل والسبي والنهب، فصاروا في سلامة وعافيةٍ، مما صار فيه غيرهم من العرب؛ لأن الناس حولهم يقتلون ويسبون في كل حين، وتطرقهم الغارات، وتجتاح أموالهم الغزاة، وتسفك دماءهم الجنود، وتستبيح حرمهم وأموالهم شطار العرب وشياطينها، فيشكرونا على ذلك، ويزدجروا عن كفرهم بنا، وإشراكهم ما لا ينفعهم ولا يضرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015