الصحيح: "تعاهدوا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده، لهو أشد تفلتًا من الإبل من عقالها"؛ أي: من الإبل المعقلة إذا أطلقها صاحبها، والتعاهد والتعهد، التحفظ؛ أي: المحافظة وتجديد الأمر به، والمراد هنا، الأمر بالمحافظة على تلاوته، والمداومة على تكراره.

فمن سنة القارىء (?): أن يقرأ القرآن كل يوم وليلة، كيلا ينساه، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عرضت علي ذنوب أمتي، فلم أو ذنبًا أكبر من آية أو سورة أوتيها الرجل، ثم نسيها". والنسيان أن لا يمكنه القراءة من المصحف، كذا في "القنية". وكان ابن عيينة يذهب إلى أن النسيان الذي يستحق صاحبه اللوم، ويضاف إليه الإثم: ترك العمل به، والنسيان في "لسان العرب": الترك. قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ}؛ أي: تركوا. وقال تعالى: {نَسُوا اللهَ} أي: تركوا طاعته، {فَنَسِيَهُمْ}؛ أي: فترك رحمتهم.

قال شارح "الجزرية": وقراءة القرآن من المصحف أفضل من قراءته من حفظه. هذا هو المشهور عن السلف، ولكن ليس هذا على إطلاقه، بل إن كان القارىء من حفظه يحصل له التدبر والتفكر، وجمع القلب والبصر، أكثر مما يحصل له من المصحف، فالقراءة من الحفظ أفضل، وإن تساويا فمن المصحف أفضل؛ لأن النظر في المصحف عبادة، واستماع القرآن من الغير في بعض الأحيان من السنن.

قال إبراهيم الخواص - رحمه الله تعالى -: دواء القلب خمسة: قراءة القرآن بالتدبر والخلاء، وقيام الليل، والتضرع إلى الله عند السحر، ومجالسة الصالحين. جعلنا الله وإياكم من أهل الصلاح والفلاح، إنه القادر الفتاح فالق الإصباح، خالق المصباح.

{وَمَا يَجْحَدُ} وما ينكر {بِآيَاتِنَا} مع كونها كما ذكر {إِلَّا الظَّالِمُونَ}؛ أي: المتجاوزون للحدود في الشر والمكابرة والفساد والعناد؛ أي (?): وما يكذب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015