{وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ} قال في "كشف الأسرار": النادي مجمع القوم للسمر والأنس، وجمعه أندية اهـ والنادي والندوة والمنتدى مجلس القوم نهارًا أو المجلس ما داموا مجتمعين فيه وجمعه أندية ولا تقل في جمعه نوادٍ، وغلط صاحب المنجد حيث جمعه على نواد، ويقال: ما يندوهم النادي؛ أي: ما يُسمعهم المجلس. من كثرتهم. وقال الزمخشري: ولا يقال: للمجلس ناد إلا ما دام فيه أهله، فإذا قاموا عنه لم يبق ناديًا. {الْمُنْكَرَ} قال الراغب: المنكر كل شيء تحكم العقول الصحيحة بقبحه، أو تتوقف في استقباحه العقول وتحكم بقبحه الشريعة، انتهى.
{أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ}؛ أي: قرية سذوم {مِنَ الْغَابِرِينَ}؛ أي: الباقين في العذاب، أو القرية، وهو لفظ مشترك في الماضي والباقي، يقال: فيما غير من الزمان؛ أي: فيما مضى. ويقال الفعل ماض وغابر؛ أي: باق.
{سِيءَ بِهِمْ}؛ أي: اعتراه المساءة بسببهم، مخافة أن يتعرض لهم قومه بسوء؛ أي: فاحشة. {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} الذرع الطاقة والقوة، وفي المصباح ضاق بالأمر ذرعًا عجز عن احتماله، وذرع الإنسان طاقته التي يبلغها وعبارة الزمخشري: وقد جعلت العرب ضيق الذراع، والذرع عبارةً عن فقد الطاقة، كما قالوا: رحب الذراع بكذا إذا كان مطيقًا له، والأصل فيه: أن الرجل إذا طالت ذراعه، نال ما لا يناله قصير الذراع، فضُرب ذلك مثلًا في العجز والقدرة، والذراع من الرجل من طرف المرفق إلى طرف الأصبع الوسطى، والذراع من المقاييس طوله بين الخمسين والسبعين سنتيمترًا.
{رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ} الرجز والرجس العذاب من قولهم: ارتجز وارتجس إذا اضطرب وارتعش لما يلحق المعذب من القلب والاضطراب.
{وَلَا تَعْثَوْا}؛ أي: ولا تفسدوا، وفي "المصباح" عثا يعثو وعثي يعثى، من باب قال وتعب أفسد، فهو عاث. وفي "القاموس": وعثا كرمى وسعى ورضي عثيًا وعثيًّا وعثيانًا وعثا يعثو عثوًا أفسد.
{الرَّجْفَةُ} الزلزلة الشديدة، وفي "الأساس": ورجفت الأرض فأخذتهم الرجفة. {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} ورجف الشجر وأرجفته الريح، ورجف البعير