إسرائيل من المذلة والهوان، وما كانوا يتوقعونه من زوال الملك والسلطان على يد مولود منهم، ولكن لا يُنْجي حذر من قدر، فنفذ حكم الله الذي جرى به القلم من القدم على يد هذا الغلام، الذي احترز من وجوده، وقتل بسببه ألوفًا من الولدان، وكان منشؤه ومرباه على فراشه، وفي داره، وغذاؤه من طعامه، وكان يُدَلِّلُهُ ويتبنَّاهُ، وحتفه وهلاكه وهلاك جنوده على يديه، ليعلم أن رب السموات والأرض هو الغالب على أمره الشديد المحال، الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن.
وخلاصة ما سلف:
1 - أن فرعون علا في الأرض.
2 - استضعف حزبًا من أحزاب مصر.
3 - قتل الأبناء.
4 - استحيا النساء.
5 - أنه كان من المفسدين.
وقد قابل سبحانه هذه الخمسة بخمسة سثلها تكرمة لبني إسرائيل:
1 - أنه مَنَّ عليهم بإنقاذهم من بطش فرعون وجبروته.
2 - أنه جعلهم أئمة مقدَّمين في الدارين.
3 - أنه ورَّثهم أرض الشام.
4 - أنه مكَّن لهم في أرض الشام ومصر.
5 - أنه أرى فرعون وهامان وجنودهما ما كانوا يحذرون، من ذهاب ملكهم على أيديهم.
هذان عظمة وضعف يعقب أحدهما الآخر، كما يعقب الليل النهار، سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلًا: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} انظر