سورة القصص (?) نزلت بعد النمل، وهي مكية كلها على ما روى الحسن وعطاء وطاوس وعكرمة، وقال مقاتل: مكية إلا من قوله: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} (52) إلى قوله: {لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} (55) فمدنية، وإلا آية {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} (85) فإنها نزلت بالجحفة، أثناء الهجرة إلى المدنية، فليست مكية ولا مدنية.
وهي ثمان وثمانون آية (?)، وألف وأربع مئة وإحدى وأربعون كلمة. وخمسة آلاف وثمان مئة حرف.
التسمية: سميت سورة القصص؛ لأن الله تعالى ذكر فيها قصة موسى - عليه السلام - مفصلة موضحة، من حين ولادته إلى حين رسالته، ولاشتمالها على الحكاية والأخبار العجيبة، والقصص مصدر بمعنى الإخبار، وتسمى أيضًا سورة موسى، واعلم أن أسماء السور توقيفية، وكذا ترتيبها وترتيب الآيات، فلا بد فيها من ملاحظة المناسبة.
المناسبة: ووجه مناسبة هذه السورة لما قبلها أمور (?):
1 - أنه سبحانه بسط في هذه السورة ما أوجز في السورتين قبلها من قصص موسى عليه السلام، وفصَّل هنا ما أجمله هناك، فشرح تربية فرعون لموسى، وذبح أبناء بني إسرائيل، الذي أوجب إلقاء موسى حين ولادته في اليم، خوفًا عليه من الذبح، ثم ذكر قتله القبطي، ثم فراره إلى مدين، وما وقع له مع شعيب من زواجه ببنته، ثم مناجاته لربه.