[56]

هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما أثبت تفرده بالألوهية، لاختصاصه بالقدرة التامة والرحمة العامة .. أعقب هذا بذكر لوازمها، وهو اختصاصه بعلم الغيب تكميلًا لما قبله وتمهيدًا لما بعده من أمر البعث.

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر فيما سلف جهلهم بالآخرة وعماهم عنها .. أردف بيان ذلك وإيضاحه بأنهم ينكرون الإخراج من القبور بعد أن صاروا ترابًا، وأنهم قالوا: تلك مقالة سمعناها من قبل، وما هي إلا أسطورة من أساطير الأولين وخرافاتهم.

ثم أمر الله سبحانه رسوله أن يرشدهم إلى صدق هذا، بالسير في الأرض حتى يروا عاقبة المجرمين بسبب تكذيبهم للرسل فيما دعوهم إليه من الإيمان بالله واليوم الآخر.

ثم صبر سبحانه رسوله على ما يناله من أذى المشركين، ووعده بالنصر عليهم، ثم ذكر أنهم مكذبون بالساعة وغيرها من العذاب والجزاء الموعود، وأنهم يسألون عن ذلك سخرية واستهزاء، وأجابهم بأن العذاب سينزل بهم قريبًا، ثم ذكر فضله على عباده بأنه لا يعجل لهم العذاب مع استحقاقهم له، إذ هم لا يشكرونه على ذلك، ثم بين أنه تعالى عليم بالسر والنجوى، وأنه مطلع على ما تكنه القلوب، وأنه ما من شيء مهما خفي فالله عليم به، وهو مثبت عنده في كتاب مبين.

التفسير وأوجه القراءة

56 - {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ}؛ أي: قوم لوط، وقرأ الجمهور (?) بنصب {جَوَابَ} على أنه خبر {كَانَ}، واسمها: {إِلَّا أَنْ قَالُوا}؛ أي: إلا قولهم؛ أي: إلا قول بعضهم لبعض: {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ}؛ أي: أخرجوا لوطًا وابنتيه زعورا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015