المناسبة: ومناسبتها لما قبلها من وجوه (?):

1 - أن فيها بسطًا وتفصيلًا لبعض ما ذكر في موضوعات سالفتها.

2 - أن كلتيهما قد بدئت بمدح الكتاب الكريم.

3 - أن كلتيهما ختمت بإيعاد المكذبين.

وقال أبو حيان (?): ومناسبة أول هذه السورة لآخر ما قبلها: أنه تعالى قال في آخر السابقة: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} ففيه إيعاد المكذبين، وقال في أول هذه إثر إخباره بتكذيبهم: {فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6)}، وفيه أيضًا إيعاد الكفرة المكذبين.

الناسخ والمنسوخ: وقال أبو عبد الله محمد بن حزم - رحمه الله - في كتابه: "الناسخ والمنسوخ": جميع (?) هذه السورة محكم إلا قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)} إلى قوله: {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)}، ثم نسخ في شعراء المسلمين، فاستثناهم بقوله: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)} الآية، فصارت ناسخة للآيات التي قبلها، ومن الذكر هاهنا الشعر في الطاعة انتهى.

والله أعلم

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015