{أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ} والكنز المال المكنوز؛ أي: المجموع المحفوظ. {إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا}؛ أي: سحر فاختل عقله، والسحر، مشتق من السحر، الذي هو اختلاط الضوء والظلمة من غير تخلص لأحد الجانبين، والسحر له وجه إلى الحق، ووجه إلى الباطل، فإنه يخيل إلى المسحور أنه فعل ولم يفعل.
{الْأَمْثَالَ}: الأقاويل العجيبة، الخارجة عن العقول الجارية لغرابتها مجرى الأمثال. قال بعضهم: مثلوك بالمسحور، والفقير الذي لا يصلح أن يكون رسولًا، والناقص عن القيام بالأمور، إذ طلبوا أن يكون معك مثلك.
{قُصُورًا}؛ أي: بيوتًا رفيعة في الدنيا، كقصور الجنة. قال الراغب: يقال: قصرت كذا، ضممت بعضه إلى بعض. ومنه سمي القصر. انتهى.
{سَعِيرًا} والسعير: النار الشديدة الاشتعال. وفي "المصباح" وسعرت النار سعرًا من باب نفع، وأسعرتها إسعارًا أو قدتها فاستعرت اهـ. وفي "المختار": سعر النار والحرب: هيجها وألهبها. وبابه قطع. قوله تعالى: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12)} قرىء مخففًا ومشددًا. والتشديد للمبالغة، واستعرت النار وتسعرت توقدت، والسعير: النار. وقوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)} قال الفراء: في عناء وعذاب السعر: الجنون. اهـ.
{إِذَا رَأَتْهُمْ}؛ أي: إذا كانت منهم بمرأى الناظر في البعد، من قولهم: (دور تتراءى)؛ أي: تتناظر. ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن المؤمن والكافر لا تتراءى ناراهما"؛ أي: لا تتقاربان، بحيث تكون إحداهما بمرأى من الأخرى، إذ يجب على المؤمن مجانبة الكافر والمشرك في أمور الدين.
{تَغَيُّظًا} التغيظ: إظهار الغيظ الذي هو الغضب الكامن في القلب، كما قاله الشهاب. وفي "المفردات" التغيظ: إظهار الغيظ، وهو أشد الغضب، وقد يكون ذلك مع صوت مسموع، والغضب: هو الحرارة التي يجدها الإنسان من ثوران دم قلبه.
{وَزَفِيرًا} والزفير: إخراج النفس بعد مدة. وفي "السمين" قوله: {سَمِعُوا لَهَا