{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}.
{وَمَا} {الواو}: استئنافية. {ما}: نافية. {أَرْسَلْنَا} فعل وفاعل. والجملة مستأنفة مسوقة لتسليته - صلى الله عليه وسلم -. {قَبْلَكَ}: ظرف متعلق بـ {أَرْسَلْنَا}. {مِنَ الْمُرْسَلِينَ}: متعلق بـ {أَرْسَلْنَا} أيضًا، أو بمحذوف صفة لمفعول محذوف، تقديره: أحدًا من المرسلين. {إِلَّا}: أداة استثناء، والمستثنى محذوف، تقديره: إلا رسلًا قيل فيهم: إنهم ليأكلون الطعام إلخ، {رسلًا}: مستثنى منصوب على الاستثناء. قيل: فعل ماض مغير الصيغة. فيهم: جار ومجرور نائب فاعل لقيل. وجملة قيل: في محل النصب صفة لرسلًا، المحذوف الواقع مستثنى. {إِنَّهُمْ}: ناصب واسمه. {لَيَأْكُلُونَ}: (اللام): حرف ابتداء زحلقت إلى الخبر. {يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ}: فعل وفاعل ومفعول به. والجملة الفعلية في محل الرفع خبر {إن} وجملة {إن} في محل النصب مقول للقول المحذوف الذي قدرناه. {وَيَمْشُونَ}: فعل وفاعل معطوف على {لَيَأْكُلُونَ}. {فِي الْأَسْوَاقِ}: متعلق بـ {يمشون}. وقد تلاطمت أقوال العلماء في إعراب هذا المقام، فراجعها. {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ}: فعل وفاعل ومفعول أول. {لِبَعْضٍ}: حال من {فِتْنَةً}؛ لأنه كان في الأصل صفة لـ {فِتْنَةً} قدمت عليها. كقول الشاعر: لمية موحشًا طلل. أصله لمية طلل موحش. {فِتْنَةً}: مفعول ثان لـ {جَعَلْنَا}. والجملة الفعلية معطوفة على جملة قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}، أو مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. {أَتَصْبِرُونَ}: (الهمزة): للاستفهام التقريري. {تصبرون}: فعل وفاعل. والجملة لفظها لفظ الاستفهام. ومعناها الأمر، إنشائية لا محل لها من الإعراب؛ لأنها بمعنى {اصبروا} كقوله تعالى: {أَأَسْلَمْتُمْ} معناه: أسلموا. {وَكَانَ} {الواو}: عاطفة أو استئنافية. {كان ربك بصيرًا}: فعل ناقص واسمه وخبره. والجملة معطوفة على جملة {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ} أو مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.