[37]

والتنوين. وقرأ أبو العالية وقتادة وعيسى وخالد بن إلياس: {هيهات هيهات} بالكسر والتنوين. وقرأ أبو جعفر وشيبة {هيهات هيهات} بالكسر من غير تنوين، وروي هذا عن عيسى أيضًا، وهي لغة تميم وأسد، ويقفون عليه بالهاء. وقرأ أبو المتوكل الناجي وسعيد بن جبير وعكرمة {هيهات هيهات} بالرفع من غير تنوين. وقرأ معاذ القارىء وابن يعمر وأبو رجاء وخارجة بن مصعب عن أبي عمرو والأعرج وعيسى أيضًا: {هيهات هيهات} بسكان التاء فيهما.

قال ابن الجوزي: وفي {هيهات} عشر لغات، قد ذكرنا منها سبعةً عن القراء، والثامنة: {إيهات} بالهمزة في أوله. والتاسعة: {إيهان} بالنون آخره. والعاشرة: {إيها} بغير تنوين اهـ.

وقال أبو حيان: وهذه الكلمة تلاعبت بها العرب تلاعبًا كبيرًا، بالحذف والإبدال والتنوين وغيره، وقد ذكرنا في "التكميل لشرح التسهيل" ما ينيف على أربعين لغة. وتحرير ما فيها، مذكور في علم النحو، ولا تستعمل هذه الكلمة غالبًا إلا مكررة. وجاءت غير مكررة في قول جرير:

فَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ الْعَقِيْقُ وَمَنْ بِهِ ... وَهَيْهَاتَ خِلٌّ بِالْعَقِيْقِ نُوَاصِلُهْ

والعقيق: وادٍ بالمدينة.

37 - ثم أكدوا هذا الإنكار بقولهم: {إِنْ هِيَ}؛ أي: ما الحياة {إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} الدانية الفانية، لا الحياة الآخرة التي تعدنا بها، وجملة قوله: {نَمُوتُ وَنَحْيَا} مفسرة للجملة المتقدمة؛ أي: مفسرة لما ادعوه من قصرهم حياتهم على حياة الدنيا؛ أي: يموت بعضنا ويحيى بعضنا، بمعنى (?) يموت بعضنا ويولد بعض إلى انقراض العصر، أو يصيبنا الأمران الموت والحياة، يعنون الحياة المتقدمة في الدنيا والموت بعدها, وليس وراء ذلك حياة، وعبارة القرطبي هنا فإن قلت: كيف قالوا: نموت ونحيا وهم لا يقرون بالبعث؟

قلت: أجيب عنه بأجوبة منها: أن يكون المعنى نكون مواتًا؛ أي: نطفًا ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015