كذا؛ أي: تساويا. قال تعالى: {لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ}.
والثاني: أن يقال: لاعتدال الشيء في ذاته، فإذا استويت، ومتى عدي بعلى اقتضى معنى الاستعلاء نحو {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)}، ونحو {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ}.
وفي "السمين" قوله: {مُنْزَلًا مُبَارَكًا} قرأ أبو بكر بفتح الميم وكسر الزاي والباقون بضم الميم، وفتح الزاي والمَنْزِل، والمَنْزَل كل منهما يحتمل أن يكون اسم مصدر وهو الإنزال، أو النزول، وأن يكون اسم مكان للنزول، أو الإنزال إلا أن قياس مصدر الفعل المذكور هنا منزل بالضم والفتح، وأما الفتح والكسر، فعلى نيابة مصدر الثلاثي مناب مصدر الرباعي، كقوله: أنبتكم من الأرض نباتًا. اهـ. والنزول في الأصل هو الانحطاط من علو، يقال: نزل عن دابته، ونزل في مكان كذا، حطّ رحله فيه، ونزل به.
{وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ}: اسم فاعل من ابتلى الخماسي. قال الراغب: إذا قيل: ابتلي فلان بكذا وأبلاه فذلك يتضمن أمرين:
أحدهما: تعرف حاله، والوقوف على ما يجهل من أمره.
والثاني: ظهور جودته وردائته دون التعرف بحاله، والوقوف على ما يجهل من أمره، إذا كان من الله علام الغيوب. اهـ.
واعلم أن البلاء كالملح، وأن أكابر الأنبياء، إنما كانوا من أولي العزم ببلايا ابتلاهم الله بها، فصبروا، ألا ترى إلى حال نوح عليه السلام، كيف ابتلي ألف سنة إلا خمسين عامًا، فصبر، حتى قيل له: {فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} اهـ. "روح البيان".
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع: