ثوبًا فوق ثوب، أو من طرق النعل، إذا وضع طاقاته بعضها فوق بعض، قيل: فعلى هذا لا تكون سماء الدنيا من الطرائق، إذ لا سماء تحتها، فجعلها منها من باب التغليب، ولا يخفى أن المعنى وضع طاقًا فوق طاق مساويًا له، فيندرج ما تحت الكل لكون مطارقًا؛ أي: له نسبه، ونتلو بالمطارقة فلا حاجة إلى التغليب اهـ. "شهاب".

{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ}؛ أي: من السحاب {ماء}؛ أي: عذبًا، وإلا، فالأجاج ثابت في الأرض مع القحط، والعذب يقل مع القحط {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ} الذهاب مصدر ذهب، والباء في به، للتعدية، مرادفة للهمزة؛ أي: لقادرون على إذهابه، وازالته، والإذهاب إما بالإفساد، وإما بالتصديع، وإما بالتعميق والتغوير في الأرض.

{مِنْ نَخِيلٍ} قال في "المفردات": النخيل معروف، ويستعمل في الواحد، والجمع، وجمعه نخيل. {وَأَعْنَابٍ}: جمع عنب، قال في "المفردات": العنب يقال: الثمرة الكرم، وللكرم نفسه، الواحدة عنبة، انتهى.

{فَوَاكِهُ}: قال في "المفردات" الفاكهة، قيل: هي الثمار كلها، وقيل: بل هي الثمار، ما عدا العنب والرمان، وقائل هذا كأنه نظر إلى اختصاصهما بالذكر، وعطفهما على الفاكهة، انتهى.

{وَشَجَرَةً}: وفي "المفردات" الشجرة من النبت ما له ساق، يقال: شجرة وشجر، ونحو ثمرة وثمر. {طُورِ سَيْنَاءَ}: وطور سنين، قال الزمخشري: لا يخلو، إما أن يضاف فيه الطور إلى بقعة اسمها سيناء وسينون، وإما أن يكون إسمًا للجبل مركبًا من مضاف ومضاف إليه، كامرىء القيس، وكبعلبك فيمن أضاف، فمن كسر سين سيناء، فقد منع من الصرف، للتعريف والعجمة، أو التأنيث؛ لأنها بقعة وفعلاء، لا يكون ألفه للتأنيث، كعلباء وحرباء، ومن فتح فلم يصرف؛ لأن الألف للتأنيث، كصحراء هذا وسيناء شبه جزيرة، يحدها البحر الأبيض المتوسط شمالًا، وقناة السويس وخليج السويس غربًا، وفلسطين وخليج العقبة شرقًا، تنتهي جنوبًا عند رأس محمد في البحر الأحمر، وسيناء جبل واقع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015