اختلف أهل العلم، هل هي مكية أو مدنية؟ وقال البيضاوي والخازن: سورة الحج مكية (?) كلها، إلّا ست آيات، من قوله عز وجل: {هَذَانِ خَصْمَانِ} إلى قوله: {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}. وفي "تنوير المقياس": "سورة الحج كلها مكية (?) إلّا خمس آيات {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} إلى آخر الآيتين، وقوله: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} إلى آخر الآيتين، والسجدة الأخيرة، فهؤلاء الآيات مدنيات، وكل شيء في القرآن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ} فهو مدني، وكل شيء في القرآن {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} فهو مكي أو مدني، ولا نجد {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} مكية" انتهى. وحكى القرطبي عن ابن عباس: أنها مكية سوى ثلاث آيات، وقيل أربع آيات إلى قوله: {عَذَابُ الْحَرِيقِ}، وحكي عن النقّاش: أنه نزل بالمدينة منها عشر آيات، وفي "المراغي": هي مدنية كلها، إلّا أربع آيات، (52، 53، 54، 55)، فبين مكة والمدينة. قال القرطبي: وقال الجمهور: إن السورة مختلطة، منها مكي، ومنها مدني، قال وهذا هو الصحيح. قال العزيزي: هي من أعاجيب السور، نزلت ليلًا ونهارًا، سفرًا وحضرًا، مكيًّا ومدنيًا، سلميًا وحربيًا، ناسخًا ومنسوخًا، محكمًا ومتشابهًا.
وآياتها ثمان وسبعون آية، وكلماتها ألف ومئتان وإحدى وتسعون كلمة، وحروفها خمسة آلاف وخمسة وسبعون حرفًا.
فضلها: وقد ورد في فضلها (?):
ما أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وابن مردويه والبيهقي في