{قُلُوبُهُمْ} فاعل {لَاهِيَةً}. {وَأَسَرُّوا} {الواو} استئنافية. {أسرّوا النجوى} فعل وفاعل ومفعول به. {الَّذِينَ} بدل من {واو} {أسرّوا}، إشعارًا بأنهم الموسومون بالظلم الفاحش، والجملة مستأنفة.
فائدة: قال أبو البقاء (?): {الَّذِينَ ظَلَمُوا} في موضعه ثلاثة أوجه:
أحدها: الرفع وفيه أربعة أوجه:
1 - أن يكون بدلًا من {الواو} في {أسروا}.
2 - أن يكون فاعلاً، و {الواو} حرف للجمع، لا اسم.
3 - أن يكون مبتدأ، والخبر قوله: {هَلْ هَذَا}، والتقدير: الذين ظلموا يقولون: {هَلْ هَذَا ...} الخ.
4 - أن يكون خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هم الذين ظلموا.
وثانيها: أن يكون منصوبًا على إضمار أعني.
وثالثها: أن يكون مجروراً صفة {لِلنَّاسِ}، والمعروف أن الفعل يجب أن يبقى مع الفاعل بصيغة الواحد، وإن كان مثنًى أو مجموعًا، قال ابن مالك:
وَجَرَّدِ الْفِعْلَ إِذَا مَا أُسْنِدَا ... لاثْنَيْنِ أَوْ جَمْعٍ كَفَازَ الشُّهَدَا
إلَّا على لغةٍ ضعيفةٍ لبعض العرب تسمى لغة (أكلوني البراغيث) فيطابق فيها الفعل الفاعل إفرادًا، وتثنية وجمعًا. وحكى البصريون عن طيء، وحكى بعضهم عن أزد شنوءة، نحو: ضربوني قومك، وضربتني نسوتك، وضرباني أخواك. وقال عمرو بن ملقط الجاهليُّ:
أُلْفِيَتَا عَيْنَاكَ عِنْدَ الْقَفَا ... أوْلَى فَأَوْلَى لَكَ ذَا وَاقِيَهْ
فألفيتا فعل ماض مبني للمجهول، عيناك نائب فاعل، فألحق الفعل علامة