أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك، ولعقبك من بعدك. فقال عامر: لا حاجة لى في قطعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)}.
وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - (?): "من قرأ {اقترب} حاسبه الله حساباً يسيرًا، وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر اسمه في القرآن" ولكن لا أصل له. وسميت بذلك لذكر قصص الأنبياء فيها.
الناسخ والمنسوخ: قال أبو عبد الله محمد بن حزم: في سورة الأنبياء آيتان منسوختان:
أولاهما: قوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} الآية (98).
وثانيتهما: الآية التي بعدها، وهي قوله تعالى: {وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} (99). وهاتان الآيتان نسختا كلتاهما بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} الآية (101) من سورة الأنبياء، انتهى.
المناسبة: ومناسبتها لما قبلها (?): أن السورة السالفة ختمت بأن الناس قد شغلتهم زهرة الدنيا التي جعلها الله لهم فتنةً، وأن الله نهى رسوله أن يتطلع إليها، وأمره بالصلاة والصبر عليها، وأن العاقبة للمتقين، وبُدئت هذه السورة بمثل ما حنتمت به السالفة، فذكر فيها أن الناس غافلون عن الساعة والحساب، وأنهم إذا سمعوا القرآن استمعوه وهم لاعبون، وقلوبهم لاهية عنه.
والله أعلم
* * *