وخلاصة ذلك: أنصت حين نزول الوحي بالقرآن عليك، حتى إذا فرغ الملك من قراءته .. فاقرأه من بعده.
وقرأ الجمهور (?): {يُقْضَى إِلَيْكَ} مبنيًا للمفعول {وَحْيُهُ}: مرفوع به، وقرأ عبد الله، والجحدري والحسن، وأبو حيوة، ويعقوب، وسلام، والزعفراني، وابن مقسم: {نقضي} بنون العظمة، مفتوح الياء {وحيه}: بالنصب، وقرأ الأعمش؛ كذلك إلا أنه سكن الياء من {نقضي} قال صاحب، اللوامح لا وذلك على لغة من لا يرى فتح الياء، بحال إذا انكسر ما قبلها وحلت طرفًا. انتهى.
وفي "التأويلات النجمية" وفي قوله: {وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ} إشارة إلى سكوته عند قراءة القرآن، واستماعه والتدبر في معانيه وأسراره، للتنور بأنواره، وكشف حقائقه، ولهذا قال: {وَقُلْ} يا محمد في نفسك {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}؛ أي: فهمًا (?) لإدراك حقائقه، فإنها غير متناهية، وتنورًا بأنواره، وتخلقًا بخلقه، وقال بعضهم: {عِلْمًا} بالقرآن، فكان كل ما نزل عليه شيء من القرآن .. ازداد به علمًا.
والمعنى: أي سل الله زيادةً في العلم، دون استعجال بتلاوة الوحي، فإن ما أوحي إليك يبقى لا محالة، روى الترمذي، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علمًا والحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار".
وكان ابن مسعود: إذا قرأ هذه الآية قال: اللهم زدني إيمانًا وفقهًا ويقينًا وعلمًا.
وفي الآية: بيان لشرف العلم، وقيل: ما أمر الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - بطلب الزيادة في شيء إلا في طلب العلم، والمعتبر هو العلم النافع، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع" والعلم بالله لا يتيسر إلا بتصفية الباطن، فتصفية القلب عما سوى الله تعالى من أعظم القربات، وأفضل الطاعات، ولذلك