بالمال، والأسارى: جمع أسرى بفتح الهمزة وسكون السين، والأسرى: جمع أسير، فالأسارى بضمّ الهمزة والقصر: جمع الجمع، كما ذكره أبو النجا في "حاشيته على متن الأجرُّوميَّة".
والأسير: من أُخذ قهرًا، فهو فعيل بمعنى مفعول من الأسر بمعنى الشدِّ والإيثاق، كما سيأتي بسط الكلام فيه في مبحث اللغة. وقرأ الجمهور (?) {أُسَارَى} بضمّ الهمزة بوزن فعالى. وقرأ حمزة أسرى بفتح الهمزة بوزن فَعْلَى، وقوله: {تُفَادُوهُمْ} جواب إن الشرطيّة؛ أي: تخرجوهم من الأسر بأعطاء الفداء، والمفاداة تجري بين الفادي وبين قابل الفداء. وقرأ عاصم (?)، ونافع، والكسائي {تُفَادُوهُمْ} بضمّ التاء وفتح الفاء، من فادى الرباعي. وقرأ الباقون {تَفْدُوهُم} بفتح التاء وسكون الفاء من فدى، ومعنى تفادوهم: تفدوهم إذ المفاعلة تكون من اثنين ومن واحدٍ، ففاعل بمعنى فعل المجرد وهو أحد معانيه وقيل: معنى فادى بادل أسيرًا بأسير، ومعنى فدى: دفع الفداء، ويشهد للأوّل قول العباس: (فادَيْتَ نَفسي وفاديت عقيلًا) ومعلوم أنّه ما بادل أسيرًا بأسير. وقيل: معنى تفدوهم بالصلح، وتفادوهم بالعنف. وقيل. تفادوهم: تطلبوا الفدية من الأسير، الذي في أيديكم من أعدائكم، ومنه قوله:
قِفِي فَادِي أَسِيْرَكِ إنَّ قَوْمِي ... وَقَوْمَكِ ما أَرَى لَهُمُ اجْتِمَاعَا
وتفدوهم: تعطوا فديتهم. وقال أبو عليّ: معنى تفادوهم في اللغة: تطلقونهم بعد أن تأخذوا عنهم شيئًا، وفاديت نفسي؛ أي: أطلقتها بعد أن دفعت شيئًا، وفادى وفدى يتعدَّيان إلى مفعولين، الثاني بحرف جرّ وهو هنا محذوف، تقديره: تفادوهم به؛ أي: بالمال، ذكره في "البحر".
والمعنى: أي وإن يقع ذلك الفريق الذي تخرجونه من دياره وقت الحرب حال كونه أسيرًا في يد حلفائكم المشركين، تُخلِّصونه من الأسر بدفع مال الفداء