ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}؛ لأنّ الاشتراء مستعارٌ عن الاستبدال.
ومنها: التكرار في قوله: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ}، وقوله: {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ}، وقوله: {وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} للتوبيخ، والتقريع، ولبيان أنَّ جريمتهم بلغت من القبح والشناعة الغاية القصوى.
ومنها: التهكُّم في قوله: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً}؛ لأنّ الكسب حقيقةٌ في استجلاب النفع، فاستعماله في استجلاب الضُرّ، كالسيئة على سبيل التهكّم.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} حيث شبَّه الخطايا بعدوٍ نزل بقوم، وأحاطوا بهم من كل الجوانب إحاطة السِوَار بالمعصم، واستعار لفظة الإحاطة؛ لغلبة السيّئات على الحسنات، فكأنَّها أحاطت بها من جميع الجهات.
ومنها: الإشارة بعنوان الجمع في قوله: {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} مراعاةً لجانب المعنى في كلمة (مَنْ) بعد مراعاة جانب اللفظ في الضمائر الثلاثة قبله.
ومنها: المقابلة بين فريقي الأشقياء والسعداء في قوله: {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ}، وقوله: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ}.
ومنها: الإتيان بالفاء في قوله: {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} دون قوله: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} إشارة إلى أنَّ خلود النار تسبَّب عن الكفر، بخلاف خلود الجنّة، فلا يتسبَّب عن الإيمان، بل بمحض فضل الله تعالى كذا قاله بعض الأشياخ. اهـ. "صاوي".
ومنها: الإتيان بالجملة الخَبَريَّة في قوله: {لَا تَعْبُدُونَ} مرادًا بها النهي؛ لأنّها أبلغ من صريح النهي؛ لما فيه من الاعتناء بشأن المنهي عنه، وتأكُّد طلب امتثاله حتى كأنّه امتثل وأخبر عنه.
ومنها: الالتافات من الغيبة إلى الخطاب في قوله: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ} وفي قوله: {لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} على قراءة التاء؛ لأن ذكر بني إسرائيل إنّما وقع بطريق الغيبة، ومن فوائد الالتفات: تطرية الكلام، وصيانة السمع عن الضجر والإملال؛ لما جبلت عليه النفوس من حبّ التنقُّلات، والسآمة