الأصنام على مقتضى وسوستهم، حتى يكونوا قدوة للناس.
وقرأ عبيد الله بن زياد على المنبر، وهو يخطب (?): {أفتتخذونه وذريته} بفتح الذال، وقرأ الجمهور {ما أَشْهَدْتُهُمْ} بتاء المتكلم، وقرأ أبو جعفر، وشيبة، والسختياني وعون العقيلي، وابن مقسم {ما أشهدناهم} بنون العظمة، وقرأ أبو جعفر، والجحدري، والحسن، وشيبة، {وما كنت} بفتح التاء خطابًا للرسول - صلى الله عليه وسلم -. قال الزمخشري: والمعنى: وما صح لك الاعتضاد بهم، وما ينبغي لك أن تعتز بهم. انتهى.
وقرأ علي بن أبي طالب {متخذًا المضلين} أعمل اسم الفاعل، وقرأ عيسى بن عمر {عضدًا} بسكون الضاد خفف فعلًا كما قالوا: رجل وسبع، في رجل وسبع، وهي لغة عن تميم، وعنه أيضًا بفتحتين، وقرأ شيبة، وأبو عمرو في رواية هارون، وخارجة، والخفّاف عضدًا بضمتين، وعن الحسن عضدًا بفتحتين، وعنه أيضًا بضمتين، وقرأ الضحاك عضدًا بكسر العين، وفتح الضاد، وقرأ عكرمة (?) بضم العين وإسكان الضاد، ولغة تميم فتح العين وسكون الضاد كما مرّ ففي عضد ثمان لغات: أفصحها فتح العين، وضمّ الضاد، وبها قرأ الجمهور.
واعلم (?): أنّ الله سبحانه وتعالى منفرد في الألوهية، والكل مخلوق له، وقد خلق الملائكة والجنّ والإنس، فباين بينهم في الصورة والأشكال والأحوال. قال سعيد بن المسيب: الملائكة ليسوا بذكور، ولا إناث، ولا يتوالدون، ولا يأكلون، ولا يشربون، والجن يتوالدون، وفيهم ذكور وإناث، ويموتون، والشّياطين ذكور وإناث، ويتوالدون، ولا يموتون، بل يخلدون في الدنيا، كما خلّد فيها إبليس، وإبليس: هو أبو الجن، وقيل: إنه يدخل ذنبه في دبره فيبيض بيضة فتفلق البيضة عن جماعةٍ من الشياطين.
52 - ثم أخبر سبحانه عما يخاطب به المشركين يوم القيامة على رؤوس الأشهاد