فعل وفاعل {بِمِثْلِهِ} متعلق به، والجملة الفعلية جواب القسم، لا محلَّ لها من الإعراب، وجملة القسم في محل النصب مقول {قُلْ} {وَلَوْ} {الواو} عاطفة على مقدر تقديره: لو لم يكن بعضهم ظهيرًا لبعض، لا يأتون بمثله، ولو كان بعضهم الخ، وقد حذف المعطوف عليه، حذفًا مطّردًا لدلالة المعطوف دلالةً واضحةً عليه، فإن الإتيان بمثله حيث انتفى عند التظاهر، فلأن ينتفى عند عدمه أولى، وعلى هذه النكتة، يدور ما في {إن} و {لَوْ} الوصليَّتين من التأكيد، {لَوْ} حرف شرط، {كَانَ بَعْضُهُمْ} فعل ناقص، واسمه {لِبَعْضٍ} متعلق بـ {ظَهِيرًا} {ظَهِيرًا} خبر {كَانَ} وجواب {لَوْ} محذوف معلوم مما قبلها تقديره: ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .. لا يأتون بمثله، وجملة {لَوْ} مع جوابها في محل النصب معطوفة على المحذوف الذي قدرناه سابقًا، والجملة المحذوفة في محل النصب حال من فاعل {لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} على كل حال مفروض، ولو في هذه الحال المنافية لعدم الإتيان بمثله فضلًا عن غيرها، وفيه حسم لأطماعهم الفارغة، في روم تبديل بعض آياته ببعض، ذكره أبو السعود، والمعنى: لا يأتون بمثله حَالة كونهم غيرَ متظاهرينَ، وكونهم متظاهرين {كَانَ} فعل ماض ناقص {بَعْضُهُمْ} اسمها {لِبَعْضٍ} متعلق بـ {ظَهِيرًا}.

{وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)}.

{وَلَقَدْ} {الواو} استئنافية {اللام} موطئة للقسم {قد} حرف تحقيق {صَرَّفْنا} فعل وفاعل {لِلنَّاسِ} متعلق بـ {صَرَّفْنا} وكذا قوله: {فِي هذَا الْقُرْآنِ} يتعلق به أيضًا {مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} {مِنْ} زائدة، {كُلِّ مَثَلٍ} مفعول {صَرَّفْنا} على مذهب الكوفيين، من جواز زيادة من في الإثبات، وعلى مذهب البصريين مفعول {صَرَّفْنا} محذوف: تقديره البينات، والعبر، ومن كل مثل بيان، لذلك المحذوف، والجملة الفعلية، جواب القسم، لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم مستأنفة {فَأَبى} {الفاء} عاطفة {أبى أكثر الناس} فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة {صَرَّفْنا} {إِلَّا} أداة استثناء، مفرغ لأن {أبى} متأول بالنفي كأنه قيل: فلم يرضوا إلا كفورًا {كُفُورًا} مفعول به لـ {أبى}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015