عنه، وجماعة بتاء الخطاب، والظاهر: أنه على خطاب الولي، فالضمير له، وقال الطبري الخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم -: والأئمة من بعده، أي فلا تقتلوا غير القاتل انتهى. وقال ابن عطيّة، وقرأ أبو مسلم السراج، صاحب الدعوة العباسيَّة {فلا يسرفُ} بضم الفاء على الخبر، ومعناه النهي، وقد يأتي الأمر، والنهي بلفظ الخبر، ثم قال: وفي الاحتجاج بأبي مسلم في القراءة نظر، وفي قراءة أبيّ {فلا تسرفوا في القتل، إنّ وليّ المقتول كان منصورًا} والأولى حملها على التفسير لا على القراءة لمخالفتها سواد المصحف، ولأن المستفيض عنه {إِنَّهُ كانَ مَنْصُورًا} كقراءة الجماعة.
الإعراب
{وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيرًا (16)}.
{وَإِذا} {الواو} استئنافية {إِذا} ظرفٌ لما يستقبل من الزمان، والظرف متعلق بالجواب الآتي، {أَرَدْنا} فعل وفاعل، والجملة في محل الخفض بإضافة {إِذا} إليها على كونها فعل شرط لها {أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً} ناصب وفعل ومفعول وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة الفعلية مع أن المصدرية في تأويل مصدر منصوب على المفعولية، لـ {أَرَدْنا} تقديره: وإذا أردنا إهلاك قرية من القرى {أَمَرْنا} فعل وفاعل {مُتْرَفِيها} مفعول به منصوب بالياء، والجملة الفعلية جواب {إِذا} لا محلّ لها من الإعراب، وجملة {إِذا} مستأنفة مسوقة لبيان الأسباب التي تهلك بها القرى {فَفَسَقُوا} {الفاء} عاطفة {فسقوا} فعل وفاعل فِيها متعلق به، والجملة معطوفة على جملة {أَمَرْنا}. {فَحَقَّ} {الفاء} عاطفة حق فعل ماض {عَلَيْهَا} متعلق به {الْقَوْلُ} فاعل، والجملة معطوفة على جملة {فسقوا} لا على جملة {أَمَرْنا} لأن العاطف هنا مرتب {فَدَمَّرْناها} {الفاء} عاطفة {دمرناها} فعل وفاعل ومفعول {تَدْمِيرًا} منصوب على المفعولية المطلقة، مؤكد لعامله، والجملة معطوفة على جملة قوله: {فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ}.
{وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)}.