ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: {كَالْحِجارَةِ}؛ لأن أداة الشبه مذكورة، ووجه الشبه محذوف، فقد شبّه قلوبهم في نبوّها عن الحق وتجافيها مع إحكامه بالحجارة القاسية، ثم ترقّى في التشبيه فجعل الحجارة أكثر لينا من قلوبهم.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ} حيث أطلق المحلّ الذي هو المجرى المسمّى بالنهر، وأراد الحالّ فيه وهو الماء، والقرينة حالية؛ لأن التفجر إنما يكون للماء لا للنهر.
ومنها: المجاز العقليّ في إسناد الخشية إلى الحجارة،؛ لأنه مجاز عن انقيادها لأمر الله تعالى، وأنها لا تمتنع عمّا يريد منها، وقلوب هؤلاء لا تنقاد، ولا تلين، ولا تخشع، ولا تفعل ما أمرت به.
ومنها: الزيادة والحذف في عدّة مواضع. والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، ومنه يرجى نجاح كل الآراب، لا سيما تفسير أفضل الكتاب (?).
* * *