نعم، ثم قرأ عليه كل ذلك يقول: نعم، حتى بلغ: {كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} فولَّى الأعرابيُّ فأنزل الله: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)}.
قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه ابن جرير عن بريدة قال: نزلت هذه الآية في بيعة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن أبي حفص قال: كانت سعيدة الأسدية مجنونة تجمع الشعر والليف، فنزلت هذه الآية {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا ...} الآية.
التفسير وأوجه القراءة
80 - {وَاللَّهُ} سبحانه وتعالى {جَعَلَ لَكُمْ} أيها الناس {مِنْ بُيُوتِكُمْ} المعهودة التي تبنونها من الحجر والمدر، وهو تبيين لذلك المجعول المبهم في الجملة {سَكَنًا} فعل (?) بمعنى مفعول، كالقبض والنقض بمعنى المقبوض والمنقوض؛ أي: موضعًا تسكنون فيه وقت إقامتكم؛ أي: والله سبحانه وتعالى هو الإله الذي جعل لكم أيها الناس من بيوتكم التي هي من الحجر والمدر مسكنًا تقيمون فيه، وأنتم في الحضر، {وَجَعَلَ لَكُمْ} سبحانه {مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ} جمع نعم بالفتح، وهو مخصوص بالأنواع الأربعة التي هي الإبل والبقر والضأن والمعز {بُيُوتًا} أخر مغايرة لبيوتكم المعهودة، وهي الخيام والقباب والأخبية والفساطيط من الأنطاع والأدم.
واعلم (?): أنَّ المساكن على قسمين:
أحدهما: ما لا يمكن نقله من مكان إلى مكان آخر، وهي البيوت المتخذة من الحجارة والخشب ونحوهما.
والقسم الثاني: ما يمكن نقله من مكان إلى مكان آخر، وهي الخيام