يهطع إهطاعًا إذا أسرع. وقيل: المهطع الذي ينظر في ذل وخشوع، ومنه قول الشاعر:
بِدَجْلَةَ دَارُهُمْ وَلَقَدْ أرَاهُمْ ... بِدَجْلَةَ مُهْطِعِيْنَ إِلَى السَّمَاءِ
وقيل: المهطع الذي يديم النظر. قال أبو عبيدة: قد يكون الوجهان جميعًا يعني الإسراع مع إدامة النظر، وقيل: المهطع الذي لا يرفع رأسه. وقال ثعلب: المهطع الذي ينظر في ذل وخضوع. وقيل: هو الساكت. قال النحاس: والمعروف في اللغة: أهطع إذا أسرع. وفي "المختار": أهطع الرجل إذا مدّ عنقه وصوب رأسه، وأهطع في عدوه إذا أسرع.
{مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ}؛ أي: رافعيها مع الإقبال بأبصارهم إلى ما بين أيديهم من غير التفات إلى شيء وإقناع الرأس رفعه وأقنع صوته إذا رفعه، والمعنى: أنهم يومئذ رافعون رؤوسهم إلى السماء ينظرون إليها نظر فزع وذل ولا ينظر بعضهم إلى بعض. وقيل: إن إقناع الرأس نكسه. وقيل: يقال أقنع إذا رفع رأسه وأقنع إذا طأطأ ذلة وخضوعًا، والآية محتملة للوجهين. قال المبرد: والقول الأول أعرف في اللغة. قال الشاعر:
أنْغَضَ نَحْوِيْ رَأسَهُ وَأقْنَعَا ... كَأَنَّمَا أبْصَرَ شَيْئًا أَطْمَعَا
وفي "السمين" (?): والإقناع: رفع الرأس وإدامة النظر من غير التفات إلى غيره. قاله القتبي. اهـ. وفي "القاموس": وأقنعه: أرضاه ورأسه نصبه ورفعه أولًا يلتفت يمينًا ولا شمالًا، وجعل طرفه موازيًا.
{لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ}؛ أي: لا ترجع إليهم أبصارهم، وأصل الطرف تحريك الأجفان، وسميت العين طرفًا؛ لأنه يكون بها، ومن إطلاق الطرف على العين قول عنترة:
وَأَغُضُّ طَرْفِيْ مَا بَدَتْ لِيْ جَارَتِي ... حَتَّى يُوَارِي جَارتِيْ مَأوَاهَا
وفي "السمين": والطرف في الأصل مصدر، والطرف أيضًا: الجفن، يقال: