[51]

[52]

فهم لم يتوجهوا بها إلى الحق ولم يستعملوا في تدبره مشاعرهم وحواسهم التي خلقت فيها لأجله كما تطلع على أفئدتهم لأنها فارغة عن المعرفة مملوءة بالجهالات والجملة في محل نصب على الحال أيضًا.

51 - وقوله: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ} متعلق بمحذوف تقديره: يفعل ذلك بهم ليجزي سبحانه وتعالى {كُلَّ نَفْسٍ} مجرمة جزاء {مَا كَسَبَتْ} من أنواع الكفر والمعاصي جزاء موافقًا لعملها {إِنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى {سَرِيعُ الْحِسَابِ} فيتمه في أعجل ما يكون من الزمان. قيل: يحاسب جميع الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك، فلا يشغله حساب عن حساب، فيوفى الجزاء بحسبه، ولا يظلمهم ولا يزيدهم على عقابهم الذي يستحقونه. وقرأ (?) علي وأبو هريرة وابن عباس وعكرمة وابن جبير وابن سيرين والحسن بخلاف عنه وسنان بن سلمة بن المخنق وزيد بن علي وقتادة وأبو صالح والكلبي وعيسى الهمذاني وعمرو بن فائد وعمرو بن عبيد {من قَطِرٍ} بفتح القاف وكسر الطاء وتنوين الراء {آن} بوزن عان، وهي قراءة شاذة وليست متواترة، وجعلوا كلمتين، والقطر: النحاس، والآني: اسن فاعل من أنى يأنى؛ أي: تناهى في الحرارة كقوله: {وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}. وقرأ عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب: {من قَطْران} - بفتح القاف وإسكان الطاء - بزنة سكران وهي قراءة شاذة أيضًا. وقرأ الجمهور: {وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ} بالنصب وقرىء بالرفع، فالأول على نحو قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)} فهو على حقيقة الغشيان، والثانية على التجوز جعل ورود الوجه على النار غشيانًا. وقرىء: {وتغشى وجوههم} بمعنى تتغشى.

52 - {هَذَا} القرآن الذي أنزل إليك يا محمد - صلى الله عليه وسلم - {بَلَاغٌ لِلنَّاسِ}؛ أي: مبلغ (?) للناس إلى مراتب السعادة، وموصل لهم إليها، فهو مصدر بمعنى اسم الفاعل. وميل: المعنى {هَذَا} القرآن الذي أنزل إليك يا محمد بما فيه من فنون العظات والقوارع {بَلَاغٌ لِلنَّاسِ}؛ أي: كفاية لهم في الموعظة والتذكير. قال في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015