أولها: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} كمن {ليس كذلك} احتجاج عليهم، وتوبيخ لهم على القياس الفاسد؛ لفقد الجهة الجامعة لهما.
ثانيهما: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ} من وضع المظهر موضع المضمر للتنبيه على أنهم جعلوا شركاء لمن هو فرد واحد لا يشاركه أحد في اسمه.
ثالثها: {قُلْ سَمُّوهُمْ}؛ أي: عينوا أسماءهم، فقولوا: فلان وفلان، فهو إنكار لوجودها على وجه برهاني، كما تقول: إن كان الذي تدعيه موجودًا فسمه؛ لأن المراد بالاسم العلم.
رابعها: {أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ} احتجاج من باب نفي الشيء أعني: العلم بنفي لازمه، وهو المعلوم، وهو كناية.
خامسها: {أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ} احتجاج من باب الاستدراج، والهمزة للتقرير لبعثهم على التفكر. المعنى: أتقولون بأفواهكم من غير روية وأنتم الباء، فتفكروا فيه لتقفوا على بطلانه.
سادسها: التدرج في كل من الإضرابات على ألطف وجه، وحيث كانت الآية مشتملة على هذه الأساليب البديعة مع اختصارها .. كان الاحتجاج المذكور مناديًا على نفسه بالإعجاز، وأنه ليس من كلام البشر. اهـ.
ومنها: الاكتفاء في قوله: {بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ}؛ أي: ولا في السماوات، وإنما خص الأرض، بنفي الشريك عنها، وإن لم يكن له شريك في غير الأرض؛ لأنهم ادعوا له شريكًا في الأرض.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا}؛ أي: وظلها دائم حذف منه الخبر بدليل السياق.
ومنها: المقابلة في قوله: {تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} وهو من المحسنات البديعية.