وقد أثر عن أئمة السلف فيها أقوال لا تناقض فيها، بل هي داخلة فيما سلف (?):

1 - قال الحسن: يمحو الله أو جاء أجله، ويثبت أو بقي أجله.

2 - وقال عكرمة والسدي: يمحو الله القمر ويثبت الشمس، كما قال تعالى: {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً}.

3 - وقال الربيع: يقبض الله الأرواح بين النوم، فيميت أو يشاء ويمحوه، ويرجع من يشاء فيثبته.

4 - وقال آخرون: يمحو الله ما يشاء من الشرائع بالنسخ، ويثبت ما يشاء فلا ينسخه ولا يبدله.

5 - وقال آخرون: يمحو الله المحن والمصائب بالدعاء. وقيل: يمحو الآباء ويثبت الأبناء. وقيل: يمحو ما يشاء منو القرون، ويثبت ما يشاء منها. وقيل: يمحو الدنيا ويثبت الآخرة.

وظاهر النظم القرآني (?): العموم في كل شيء مما في الكتاب، فيمحو ما يشاء محوه من شقاوة أو سعادة أو رزق أو عمر أو خير أو شر، ويبدل هذا بهذا، ويجعل هذا مكان هذا، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وإلى هذا ذهب عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود وابن عباس وأبو وائل وقتادة والضحاك وابن جريج وغيرهم، وهذا القول أولى كما تفيده ما في قوله: {مَا يَشَاءُ} من العموم.

{وَعِنْدَهُ} سبحانه وتعالى {أُمُّ الْكِتَابِ} أي: أصله (?) الذي لا يتغير منه شيء، وهو ما كتبه في الأزل، وهو العلم الأزلي الأبدي السرمدي القائم بذاته، وقد أحاط بكل شيء علمًا بلا زيادة ولا نقصان، وكل شيء عنده بمقدار. وقيل: {أُمُّ الْكِتَابِ} أي: أصله (?) وهو اللوح المحفوظ، فالمراد أو الآية أنه يمحو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015