الكتاب العجيب الكامل في إعجازه وبيانه.
ومنها: الكناية في قوله: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ}؛ لأنه كناية عن تذليلهما لما يراد منهما؛ وهو انتفاع الخلق بهما حيث يعلمون عدد السنين والحساب بمسير الشمس والقمر، ينوران لهم في الليل والنهار، ويدرآن الظلمات، ويصلحان الأرض والأبدان والأشجار والنباتات.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} شبه إحداث ظلمة الليل في الجو الذي هو مكان الضوء بإغشاء الأغطية الحسية على الأشياء الظاهرة بجامع الستر في كل، فأطلق اسم الإغشاء والإلباس على ذلك الإحداث، فاشتق منه يغشي بمعنى يحدث على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.
ومنها: التأكيد في قوله: {اثْنَيْنِ}؛ لأنه تأكيد لزوجين.
ومنها: الاكتفاء في قوله: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} لأن في الكلام حذفًا على ما قيل؛ أي: قطع متجاورات وغير متجاورات كما في قوله تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}؛ أي: والبرد.
ومنها: الاستفهام الإنكاري المفيد لكمال الاستبعاد في قوله: {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا}.
ومنها: تكرير الهمزة في قوله: {لَفِي خَلْقٍ}: لتأكيد الإنكار بالبعث.
ومنها: التكرار في قوله: {أُولَئِكَ}، وفي قوله: {أَإِنَّا}.
ومنها: تقديم الظرف في قوله: {وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ}، وقوله: {وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ}.
ومنها: الحصر في قوله: {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}؛ لأن توسيط ضمير الفصل وتقديم {فِيهَا} يفيد الحصر؛ أي: هم الموصوفون بالخلود في النار لا غيرهم، وإن خلودهم إنما هو في النار لا في غيرها، فثبت أن أهل الكبائر لا يخلدون في النار، ذكره في "روح البيان".