فيه، وقالوا فيه: حجارة بالتاء {فَانْفَجَرَتْ} والانفجار: انصداع شيء عن شيء، ومنه الفجر، والفجور، وهو الانبعاث في المعصية، كالماء، وهو مطاوع فعل. يقال: فجر فانفجر، والمطاوعة أحد المعاني التي جاء لها انفعل {اثْنَتا عَشْرَةَ} اثنتان تأنيث اثنين، وكلاهما له إعراب المثنى، وليس بمثنى حقيقة؛ لأنه لا يفرد، فلا يقال: إثن ولا إثنة، ولامه ما محذوفة وهي ياء؛ لأنه من ثنيت العشرة بإسكان الشين لغة الحجاز، وبكسرها لغة تميم، والفتح فيها شاذ غير معروف، وهو أول العقود {عَيْنًا} والعين لفظ مشترك بين منبع الماء، والعضو الباصر، والسحابة تقبل من جهة القبلة، والمطر يمطر خمسا، أو ستا {كُلُّ أُناسٍ} والأناس اسم جمع لا واحد له من لفظه، كما مر {مَشْرَبَهُمْ} والمشرب مفعل من الشراب، يكون للمصدر، والزمان، والمكان، ويطّرد من كلّ ثلاثي متصرف مجرد لم تكسر عين مضارعه، سواء صحت لامه، ك: سرق، ودخل، أو أعلّت، كرمى، وغزا، وشذّ من ذلك ألفاظ ذكرها الصرفيون في باب المفعل، كما بسطنا الكلام عليها في شرحنا «مناهل الرجال على لامية الأفعال».
{وَلا تَعْثَوْا} قيل أصل هذه الكلمة: عثى يعثي، كرمى يرمي. وقيل أصلها: عثى يعثى، كسعى يسعى. وقيل أصلها: عثى يعثى، كرضى يرضى. وقيل أصلها: عثا يعثو، كسما يسمو، والموجود في القرآن يوافق الثانية والثالثة من اللغات، وعليه يكون التغيير الذي وقع فيها، أنّ واو الجماعة اتصل بلام الفعل، سواء أكانت من باب سعى، أم من باب رضي، تحركت الياء وفتح ما قبلها فقلبت ألفا، فالتقى ساكنان، فحذفت الألف. أمّا التي من باب رمى وسما، فلا داعي للكلام عليهما، لعدم ورودهما في القرآن، والعثو والعثيّ أشدّ الفساد.
يقال: عثا يعثو عثوا، وعثيا، وعثى يعثى عثيا، وعثى يعثى عثيا لغة شاذّة.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبا من البلاغة، وأنواعا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الإضافة في قوله: {يا قَوْمِ} للشفقة عليهم.