الموجودة في الدنيا ضربين وصنفين؛ إما في اللون كالأبيض والأسود، أو في الطعم كالحلو والحامف، أو في القدر كالكبير والصغير, أو في الكيفية كالحار والبارد وما أشبه ذلك.
{يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ}؛ أي: يستر النهار بالليل، ومعنى تغطية هذا بذلك: الإتيان به مكانه؛ أي: الإتيان به بدله، وعد هذا في تضاعيف الآيات السفلية، وإن كان تعلقه بالآيات العلوية ظاهرًا باعتبار أن ظهوره في الأرض، فإن الليل إنما هو ظلها، وفيما فوق موقع ظلها لا ليل أصلًا. اهـ. "أبو السعود".
{لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، والفكر: هو تصرف القلب في طلب الأشياء. وقال صاحب "المفردات" الفكر: قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم، والتفكر: جريان تلك القوة بحسب نظر العقل، وذلك الإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلا فيما يمكن أن يكون له صورة في القلب، ولهذا روي: تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله؛ إذ الله منزه أن يوصف بصورة. اهـ. "خازن".
{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ}؛ أي: بقاع جمع قطعة. {مُتَجَاوِرَاتٌ}؛ أي: متقاربات. {وَنَخِيلٌ} والنخل والنخيل بمعنى، والواحد نخلة. اهـ. "مختار". لكن النخل يذكر ويؤنث، والنخيل مؤنث لا غير كما في "المصباح".
{صِنْوَانٌ} جمع كثرة لصنو، وجمعه في القلة أصناء كحمل وأحمال، والعامة على كسر الصاد. والصنو الفرع يجمعه وآخر أصل واحد، وأصله المثل، ومنه قيل للعم: صنو ومنه الحديث: "عم الرجل صنو أبيه" وجمعه في لغة الحجاز صَنوان - بفتح الصاد - وهو اسم جمع لا جمع تكسير؛ لأنه ليس من أبنيته، فالصنوان: هي النخلات يجمعها أصل واحد، وتتشعب فروعها ذكره في "البحر".
{وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} - بضمتين وإسكان الثاني للتخفيف - المأكول. اهـ. "مصباح". والمراد به هنا الثمر والحب، فالثمر من النخيل والأعناب، والحب من الزرع.