قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر (?) في الآية السالفة أن أكثر الناس لا يؤمنون .. أعقبه بذكر البراهين على التوحيد والمعاد، فاستدل بأحوال السموات وأحوال الشمس والقمر، وأحوال الأرض جبالها وأنهارها، وأزهارها ونخيلها وأعنابها، واختلاف ثمراتها، وتنوع غلاتها على وجود الإله القادر القاهر الذي بيده الخلق والأمر، وبيده الضر والنفع، وبيده الإحياء والإماتة، وهو على كل شيء قدير.
وعبارة أبي حيان هنا: ولما ذكر انتفاء الإيمان عن أكثر الناس .. ذكر عقيبه ما يدل على صحة التوحيد والمعاد، وما يجذبهم إلى الإيمان فيما يفكر فيه العاقل، ويشاهده من عظيم القدرة وبديع الصنع والحكمة انتهت.
قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر (?) إنكارهم لوحدانيته تعالى مع وضوح الأدلة على ذلك من خلق السموات بلا عمد، وتسخير الشمس والقمر يجريان إلى أجل مسمى، ومن مد الأرض وإلقاء الجبال الرواسي فيها إلى آخر ما ذكر من الآيات الدالة على عظيم قدرته وبديع صنعه لمن يتأمل ويتفكر في ذلك الملكوت العظيم .. ذكر هنا إنكارهم للبعث والنشور على وضوح طريقه وسطوع دليله قياسًا على ما يرون ويشاهدون، فإن من قدر على خلق السماوات والأرض وسائر العوالم على هذا النحو الذي يحار الإنسان في الوصول إلى معرفة كنهه .. لا يعجز عن إعادته في خلق جديد، كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ}.
قوله تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر إنكار المشركين للبعث واستبعادهم له كما حكى عنهم بقوله: {أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي