الهرم، والفعل منه أفند، والتفنيد: اللوم وتضعيف الرأي. اهـ. وفي "القاموس": الفَنَد - بالتحريك - الخرف وإنكار العقل لهرم أو مرض، والخطأ في القول والرأي، والكذب كالإفناد، ولا تقل: عجوز مفندة؛ لأنها لم تكن ذات رأي أبدًا، وفنده تفنيدًا كذبه وعجزه، وخطأ رأيه كأفنده. اهـ. وقال في "الكشاف": التفنيد النسبة إلى الفند؛ وهو الخرف وإنكار العقل من الهرم، يقال: شيخ مفند، ولا يقال: عجوز مفندة؛ لأنها لم تكن في شبيبتها ذات رأي، فتفند في كبرها؛ لأن نقصان عقلها ذاتي لا حادث من عارض الهرم كما مر.

{آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ}؛ أي: ضمهما إليه واعتنقهما أصله: أأوى من باب أفعل الرباعي، فقلبت الهمزة الثانية ألفًا، فصار أوى. {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ}؛ أي: أصعدهما عليه، والعرش، كرسي تدبير الملك، لا كل سرير يجلس عليه الملك. {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا}؛ أي: أهوى أبواه وإخوته إلى الأرض، وسقطوا له ساجدين.

{وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}؛ أي: من البادية، والبدو: هو البسيط من الأرض يبدو الشخص فيه من بعد يعني: يظهر، والبدو خلاف الحضر، والبادية خلاف الحاضرة، وكان يعقوب وأولاده أصحاب ماشية، فسكنوا البادية. اهـ. "خازن". وفي "القرطبي": وقيل: كان يعقوب تحول إلى البادية وسكنها، وإن الله تعالى لم يبعث نبيًّا عن أهل البادية. اهـ.

{مِنْ بَعْدِ}. {أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ} في "المختار": نزغ الشيطان بين القوم: أفسد، وبابه قطع. اهـ. وفي "الخازن": وأصل النزغ: الدخول في أمر لإفساده، اهـ.

{إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ} وفي "البيضاوي": لطيف لما يشاء؛ أي: من أحوال خلقه؛ أي: لطيف التدبير له؛ إذ ما من صعب إلا وتنفذ فيه مشيئته، ويتسهل دونها. اهـ. يعني: إن اللطيف هنا بمعنى العالم بخفايا الأمور المدبر لها والمسهل لصعابها، ولنفوذ مشيئته إذا أراد شيئًا سهل أسبابه، فيطلق عليه اللطيف؛ لأن ما يلطف يسهل نفوذه. اهـ. "شهاب".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015