المصيبة بثًّا مجازًا.
قال ذو الرمة:
وَقَفْتُ عَلَى رَبْع لِمَيَّةَ يَا فَتَى ... فَمَا زِلْتُ أَبْكِيْ عِنْدَهُ وَأُخَاطِبُهْ
وَأَسْقِيْهِ حَتَّى كَادَ مِمَّا أَبُثُّهُ ... تُكَلَّمُنِيْ أَحْجَارُهُ وَمَلاَعِبُهْ
{فَتَحَسَّسُوا}؛ أي: تعرفوا أخبار يوسف بحواسكم من سمع وبصر. والتحسس (?): طلب الخبر بالحاسة، وهو قريب من التجسس - بالجيم -، وقيل: إن التحسس - بالحاء - يكون في الخير، وبالجيم يكون في الشر، ومنه الجاسوس، وهو الذي يطلب الكشف عن عورات الناس.
{وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}؛ أي: لا تقنطوا من فرجه وتنفيسه. قال الأصمعي: الروح ما يجده الإنسان من نسيم الهواء، فيسكن إليه، والتركيب يدل على الحركة والهزة، فكل ما يهتز الإنسان بوجوده ويلتف به، فهو روح. وحكى الواحدي عن الأصمعي أيضًا أنه قال: الروح الاستراحة من غم القلب. وقال أبو عمرو: الروح الفرج، وقيل: الرحمة، ويقال: أراح الإنسان إذا تنفس، ثم استعمل للفرج والتنفيس من الكرب.
{بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} البضاعة: هي القطعة من المال يقصد بها شراء شيء، يقال: أبضعت الشيء واستبضعته إذا جعلته بضاعة. وفي ماهية تلك البضاعة سبعة أقوال (?):
أحدها: كانت دراهم.
والثاني: كانت متاعًا رثًّا كالحبل والغرارة.
والثالث: كانت أقطا.
والرابع: كانت نعالًا وأدمًا.