أي: مسمى السلام. ذكره أبو البقاء.
{إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} سرق - من باب ضرب - أخذ الشيء من حرز مثله خفية. وقد سبق بيان سبب نسبة السرقة إلى يوسف في مبحث التفسير. وقولهم: {إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا}؛ أي: كبير القدر، ولم يريدوا كبر السنن؛ لأن ذلك معروف من حال الشيخ ذكره "القرطبي".
{مَعَاذَ اللَّهِ} مصدر ميمي من عاذ يعوذ عوذًا ومعاذًا.
{فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا}؛ أي: يئسوا مثل عجيب واستعجب وسخر واستسخر، فالسين والتاء زائدتان للمبالغة كما في "البيضاوي" و"القرطبي"، وفي "السمين": {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا} استفعل هنا بمعنى فعل المجرد، يقال: يئس واستيأس بمعنى نحو عجيب واستعجب، وسخر واستسخر. وقال الزمخشري: زيادة السين والتاء للمبالغة نحو ما مر في استعصم.
{خَلَصُوا}؛ أي: اعتزلوا عن مجلس يوسف، وانفردوا عنه، وانحازوا على حدة. وفي "المصباح": خلص يخلص خلوصًا من باب قعد؛ أي: انفصل. {نَجِيًّا}: حال من فاعل {خَلَصُوا} كما مر؛ أي: اعتزلوا حالة كونهم متناجين؛ أي: متحدثين في التشاور في شأن هذه القضية، وهو لفظ يوسف به من له نجوى، واحدًا كان أو جماعة مؤنثًا أو مذكرًا، فهو كعدل، ويجمع على أنجية، قال لبيد:
وَشَهِدْتُ أَنْجِيَةً الإِفَاقَةِ عَالِيًا ... كَعْبِي وَأَرْدَافُ الملُوْكِ شُهُوْدُ
وقال آخر:
إِني إِذَا مَا القَوْم كَانُوْا أنْجِيَهْ ... وَاضْطَرَبَ القَوْمُ اضْطِرَابَ الأَرْشِيَهْ
هُنَاكَ أوْصِيْنِيُ وَلا توْصِي بِيَهْ
وفي "الكرخي" قوله: {نَجِيًّا} حال من فاعل {خَلَصُوا}؛ أي: اعتزلوا في هذه الحالة متناجين، وإنما أفردت الحال وصاحبها جمع؛ إما لأن النجي فعيل