عليه. اهـ. "خازن".
{إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ}؛ أي: إلا أن تغلبوا على أمركم، إلا أن تهلكوا، فإن من يحيط به العدو يهلك غالبًا، وتقول العرب: أحيط بفلان إذا هلك، أو قارب هلاكه.
{عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}؛ أي: مطلع رقيب، فإن الموكل بالأمر يراقبه ويحفظه.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة، وضروبًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: المبالغة في قوله: {لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} لم يقل: آمرة مبالغة في وصف النفس بكثرة الدفع في المهاوي والقود إلى المغاوي؛ لأن فَعَّالًا من أبنية المبالغة.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} وهم المحسنون للتوصل إلى وصفهم بالإيمان والتقوى بعد وصفهم بالإحسان مبالغة في مدحهم.
ومنها: التضمين في قوله: {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ} ضمن جهز معنى أكرم، فلذلك عداه بالباء؛ أي: ولما أكرمهم بجهازهم؛ أي: بتحصيله لهم.
ومنها: الجناس المغاير بين {الْكَيْلَ} وبين {نَكْتَلْ} في قوله: {يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ}، والمماثل في قوله: {هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ}، وفي قوله: {وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.
ومنها: التشبيه في قوله: {إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ}؛ أي: إلا ائتمانًا كائتماني لكم على أخيه، شبه ائتمانه لهم على هذا بائتمانه لهم على ذاك. اهـ. "سمين".
ومنها: الكناية في قوله: {إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ}؛ لأن الإحاطة حقيقة في إحاطة العدو، وهو هنا كناية عن الهلاك؛ أي: إلا أن تهلكوا.