{إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ}؛ أي: ذو مكانة ومنزلة أمين؛ أي: مؤتمن على كل شيء، فهما صفتان مشبهتان من مكن على وزن كرم، وأمن على وزن فرح، يقال: مكن فلان عند فلان إذا اتخذ عنده مكانة؛ أي: منزلة؛ وهي الحالة التي يتمكن بها صاحبها مما يريد. وقيل: المكانة: المنزلة والجاه، والمعنى قد عرفنا أمانتك ومنزلتك، وصدقك وبرائتك مما نسبت إليه، ومكين: كلمة جامعة لكل ما يحتاج إليه من الفضائل والمناقب في أمر الدين والدنيا. اهـ. "خازن". وفي "المصباح": مكن فلان عند السلطان مكانة - وزان ضخم ضخامة - إذا عظم عنده وارتفع، فهو مكين، ومكنته من الشيء: جعلت له عليه سلطانًا وقدرةً، فتمكن منه، واستمكن: قدر عليه، وله مكنة؛ أي: قوة وشدة، وأمكنته منه بالألف مثل مكنته، وأمكنني الأمر سهل وتيسر. اهـ.
{اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ}؛ أي: ولّني على خزائن الطعام والأموال، وأراد بالأرض أرض مصر. {إِنِّي حَفِيظٌ} للخزائن {عَلِيمٌ} بوجوه مصالحها. وقيل: حفيظ لما استودعني عليم لما وليتني. وقيل: حفيظ للحساب عليم أعلم لغة من يأتيني. {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ}؛ أي: جعلنا له سلطانًا.
{فَعَرَفَهُمْ} المعرفة والعرفان: معرفة الشيء بتفكر في أثره، وضده الإنكار.
{وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ}؛ أي: وفر ركائبهم بما جاءوا لأجله.
{بِجَهَازِهِمْ} وجهاز السفر: أهبته وما يحتاج إليه في قطع المسافة، ومثله جهاز الميت والعروس بالكسر والفتح، وبهما قرئ، والمتواتر هو الفتح. وفي "المصباح": وجهزت المسافر بالتثقيل: هيأت له بجهازه، وجهاز السفر أهبته وما يحتاج إليه في قطع المسافة - بالفتح والكسر - لغة قليلة. اهـ.
{أَلَا تَرَوْنَ} أصله تريون، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا، فالتقى ساكنان، ثم حذفت الألف لبقاء دالها؛ وهو فتحة الراء، فصار ترون بوزن تفعون.
{أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ} يقال: أوفى الشيء إذا جعله وافيًا تامًّا. {وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}؛ أي: خير المستضيفين للضيوف وأكثرهم قرى.