السلميُّ وأبو رجاء وأبو الخطَّاب والسدوسيّ، اهـ "سمين".
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآياتُ ضروبًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الحصر في قوله {إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}.
ومنها: إفادة العموم بحذف المضاف في قوله: {كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}؛ أي: كل من الدابة ومستقرها، ومستودعها، ورزقها.
ومنها: الإضافةُ للتشريف في قوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}.
ومنها: تكريرُ القسم في قوله: {وَلَئِنْ قُلْتَ}، {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا}، {وَلَئِنْ أَذَقْنَا}، {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ}.
ومنها: الطباق بين: {نَعْمَاءَ} و {ضَرَّاءَ}.
ومنها: صيغة المبالغة في قوله: {لَيَئُوسٌ كَفُورٌ}.
ومنها: التشبيه البليغ في قوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}؛ أي: كالسحر، فالكلام من باب التشبيه البليغ، حيث شَبَّهوا نَفْسَ البعث أو القرآن المتضمن لذكره بالسحر في الخديعة، حيث زعموا أنه إنما ذكر ذلكَ لمنع الناس عن لذات الدنيا، وصَرفِهم إلى الانقياد له، ودخولهم تحت طاعته، أو في البطلان، فإنَّ السحرَ لا شكَّ أنه تمويه، وتخييلٌ بَاطِل، فشبهوا الأمورَ المذكورة من البعث، والحساب، والجزاء في البطلان بالسحر، اهـ "زاده".
ومنها: الاستعارة التصريحيةُ التبعيةُ في قوله: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ} لأنّ الذوقَ حقيقة في معرفة طَعْمِ المطعوم باللسان، فهو هنا كناية عن الإعطاء.
ومنها: وصف الأجر بالكبر في قوله: {وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} للتفخيم، والتعظيم لما احتوى عليه من النعيم السرمدي، ودفع التكاليف، والأمن من عذاب الله، والنظر إلى وجهه الكريم، وفيه أيضًا رعاية الفواصل حيث أتى به، ولم يَقُلْ أجر عظيم.