القسم لا محلَّ لها من الإعراب، وجواب الشرط محذوف تقديره: وإن أذقناه نعماء .. يقول: وجملة الشرط مع جوابه، وكذا القسم مع جوابه معطوفة على جملة، قوله: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ}، {ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ} فعل وفاعل {عَنِّي} متعلق به، والجملة في محل النصب مقول القول {إِنَّهُ} ناصب واسمه، {لَفَرِحٌ} خبره {فَخُورٌ} صفة {فرح} أو خبر ثان، وجملة (إنَّ) مستأنفة مسوقة لتعليل القول.
{إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)}.
{إِلَّا} أداةُ استثناء {الَّذِينَ} مستثنًى (?) متصل في محل النصب، والمستثنى منه الإنسان، وقيل: الاستثناء منقطع، و {إِلَّا} بمعنى (لكن) الاستدراكية {الَّذِينَ} في محل الرفع مبتدأ أول، {صَبَرُوا} فعل وفاعل، صلة الموصول {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فعل وفاعل، ومفعول معطوف على {صَبَرُوا}، {أُولَئِكَ} مبتدأ ثان، {لَهُمْ} خبر مقدم {مَغْفِرَةٌ} مبتدأ ثالث {وَأَجْرٌ} معطوف على {مَغْفِرَةٌ}، {كَبِيرٌ} صفة {أَجْرٌ} والجملة من المبتدأ الثالث، وخبره خبر للمبتدأ الثاني، والجملة من الثاني وخبره خبر للأول، والجملة من الأول، وخبره جملة استدراكية لا محلَّ لها من الإعراب، وفي "السمين" قوله: {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه منصوب على الاستثناء المتصل، إذ المراد بالإنسان الجنس، لا واحد بعينه.
والثاني: أنه منقطع، إذ المراد بالإنسان شخص معين، وهو على هذين الوجهين، منصوب المحل.
والثالث: أنه مبتدأ، والخبر الجملة من قوله {أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} وهو منقطع أيضًا اهـ.