والرباط: اسم من رابط مرابطة - من باب قاتل - إذا لازم ثغر العدو، والرباط الذي يبنى للفقراء مولد، ويجمع في القياس على رُبُط - بضمتين - ورباطات اهـ.

{تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ}: والإرهاب والترهيب: الإيقاع في الرهبة، وهي الخوف المقترن بالاضطراب. {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ}: يقال: جنح للشيء وإليه: إذا مال، يقال: جنحت الشمس إذا مالت إلى جانب الغرب الذي تغيب في أفقه، يقال: جنح - من باب دخل وخضع - جنوحًا، والجنوح: الميل، وجنحت الإبل: أمالت أعناقها، ويقال: جنح الليل إذا أقبل، قال النضر بن شميل: جنح الرجل إلى فلان ولفلان إذا خضع له، والجنوح: الاتباع أيضًا لتضمنه الميل، ومنه الجوانح للأضلاع لميلها على حشوة الشخص، والجناح من ذلك؛ لميلانه على الطائر اهـ. "سمين". {إِلَى السَّلْمِ}: وفي "المصباح": والسلم - بكسر السين وفتحها -، ويذكَّر ويؤنَّث، الصلح وضد الحرب، والإِسلام دين السلم والسلام، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً}.

{حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}: التحريض في اللغة: الحث على الشيء بكثرة الترغيب وتسهيل الخطب فيه، كأنه في الأصل إزالة الحرض، وهو الهلاك اهـ. "الخازن". وفي "البيضاوي": الحرض: أن ينهكه المرض حتى يشرف على الموت اهـ. وفي "المصباح": حرض حرضا - من باب تعب - إذ أشرف على الهلاك، فهو حرض - بفتح الراء - تسميةً بالمصدر مبالغةً، وحرّضته على الشيء تحريضًا اهـ. وفي "المختار": والتحريض على القتال: الحث عليه اهـ.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع: فمنها: المجاز المرسل في قوله: {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ}؛ لأنه كناية عن ضرب أجسادهم، فهو من إطلاق الجزء وإرادة الكل. وفي قوله: {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ}؛ لأن المعنى: بما قدمته أنفسكم، فاليد هنا عبارة عن القدرة، وحسن هذا المجاز كون اليد آلة العمل، والقدرة هي المؤثرة، فحسن جعل اليد كناية عن القدرة اهـ "كرخي".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015