[42]

يعجزه شيء، ومن قدرته: أن نصركم على قلتكم، وجوعكم، وضعفكم، وبلوغ عدوكم ثلاثة أضعاف عددكم أو أكثر، وأيَّد رسوله وأنجز وعده له.

وقرأ زيد بن عليّ (?): {عَلَى عُبُدِنَا} بضمتين، كقراءة من قرأ: {وَعُبُدَ الطَّاغُوتَ} بضمتين، و {عَبْدنا} على قراءة الجمهور هو الرسول - صلى الله عليه وسلم -، كما مرَّ بيانه، و {عُبُدِنا} على هذه القراءة هو الرسول ومن معه من المؤمنين.

42 - و {إذ} في قوله: {إذ أَنتُم}: بدل من يوم الفرقان؛ أي: إن كنتم آمنتم بما أنزلنا على عبدنا ذلك اليوم، في الوقت الذي أنتم كائنون مستقرون {بالعدوة الدنيا}؛ أي: بالجانب القريب إلى المدينة من ذلك الوادي، يعني: وادي بدر {وَهُم}؛ أي: أعداؤكم المشركون نازلون {بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى}؛ أي: بالجانب البعيد من المدينة من ذلك الوادي.

والعدوة - مثلثة العين - جانب الوادي. والدنيا: - مؤنث الأدنى - وهو الأقرب. والقصوى: - مؤنث الأقصى - وهو الأبعد، كما سيأتي في مبحث التصريف.

والمعنى (?): إن كنتم آمنتم بالله وبما أنزلنا على عبدنا في ذلك اليوم، في الوقت الذي كنتم مرابطين فيه بأقرب الجانبين من الوادي إلى المدينة، وفيه نزل المطر لا في غيره، والأعداء في الجانب الأبعد عنها، ولا ماء فيه، وأرضه رخوة تسوخ فيها الأقدام، ويجوز أن يكون العامل في {إذ} محذوفًا، تقديره: واذكروا أيها المؤمنون نعمة الله عليكم، إذ أنتم نازلون بشفير الوادي الأدنى من المدينة، وهم - أي المشركون - نازلون بشفير الوادي الأقصى من المدينة مما يلي مكة.

{وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}؛ أي: والحال أن العير التي خرج المسلمون للقائها التي يقودها أبو سفيان وأصحابه قادمًا بها من الشام بطعام .. كائنون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015