والطائفتان طائفة العير الآتية من الشام، وطائفة النفير التي جاءت من مكة للنجدة، وغير ذات الشوكة هي العير، والشوكة الحدة، والقوة: وأصلها واحدة الشوك شبهوا بها أسنة الرماح {دابِرَ الْكافِرِينَ} ودابر القوم: آخرهم الذي يأتي في دبرهم، ويكون من روائهم و {يحق الحق}؛ أي: يعز الإسلام؛ لأنه الحق {وَيُبْطِلَ الْباطِلَ}؛ أي: يزيل الباطل، وهو الشرك ويمحقه.
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} فالسين والثاء فيه للطلب؛ أي: تطلبون الغوث من ربكم، والاستغاثة طلب الغوث، وهو التخليص من الشدة والنقمة {فَاسْتَجابَ لَكُمْ}؛ أي: أجاب لكم، فالسين والتاء فيه زائدتان {مُمِدُّكُمْ}؛ أي: ناصركم ومعينكم {بِأَلْفٍ} قرىء بألف، وأصل آلف أألف بوزن أفلس فقلبت الهمزة الثانية ألفا، فصار آلفا {مُرْدِفِينَ} من أردفه إذا أركبه وراءه {إِلَّا بُشْرى} مصدر على وزن فعلى كرجعى بمعنى البشارة، وهو الخبر السار {وتطمئن}: تسكن بعد ذلك الزلزال والخوف الذي عرض لكم في جملتكم {عَزِيزٌ}؛ أي: غالب على أمره {حَكِيمٌ} لا يضع شيئا في غير موضعه {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ}؛ أي: يجعله مغطيا لكم، ومحيطا بكم، وفيه ثلاث قراءات سبعية، يغشاكم كيلقاكم من غشيه، إذا أتاه، وأصابه، وفي «المصباح» غشيته أغشاه من باب تعب أتيته {ويُغَشِّيكُمُ}: من أغشاه؛ أي: أنزله بكم، وأوقعه عليكم {ويُغَشِّيكُمُ} من غشاه تغشية غطّاه؛ أي: يغشيكم الله النعاس؛ أي: يجعله عليكم كالغطاء من حيث اشتماله عليكم، والنعاس على الأولى مرفوع على الفاعلية، وعلى الأخيرتين منصوب على المفعولية.
{النُّعاسَ} والنعاس: فتور في الحواس وأعصاب الرأس يعقبه النوم، فهو يضعف الإدراك، ولا يزيله كله، فإذا أزاله كان نوما، وقال بعض الفقهاء: علامة النعاس: أن تسمع كلام الحاضرين ولا تفهمه، وعلامة النوم: أن لا تسمع كلامهم. {رِجْزَ الشَّيْطانِ} والرجز والرجس والركس الشيء المستقذر حسا، أو معنى، ويراد به هنا وسوسة الشيطان، وفي الكرخي: الرجز في الأصل العذاب الشديد، وأريد به هنا نفس وسوسة الشيطان مجازا لمشقتها على أهل الايمان،